سعاد المعجل ترى أن الشهادة الجامعية اليوم لم تعد علماً ولا معرفة

زاوية الكتاب

كتب 716 مشاهدات 0


القبس

لم ينجح أحد!

سعاد فهد المعجل

 

منذ فترة نشرت جريدة القبس فضيحة تعليمية تتعلق بـ98 مبتعثاً كويتياً أصبحوا ملاحقين قانونياً في بريطانيا، بعد تورطهم في تزوير نتائج اختبار اللغة.. ثم تبعتها فضيحة أخرى، تتعلق أيضاً بشهادات دكتوراه مضروبة في المعاهد التطبيقية! وبالأمس نشرت الصحف نتائج اختبار تقدير المستوى الذي أقامته جامعة الكويت لحمَلة شهادات دبلوم وبكالوريوس من جامعات غير معترف بها.. وكانت النتيجة «لم ينجح أحد».. في فضيحة تربوية غير مسبوقة!
بالنسبة إلى قضية ال‍ـ98 مبتعثاً التي ذكرتها في البداية، فإن التفاصيل التي نُشرت تشير إلى أن المتسبب في التزوير مكتب تعليمي غير معتمَد لدى الوزارة دبّر لهم اجتياز اختبارات اللغة، ومن ثم حصل لهم على قبول في الجامعة.
وإذا كان هذا المكتب غير معتمد، وبالتالي قد يسهل على وزارة التربية إنكار التهمة هنا.. فإن الحادثة، وغيرها، تفتح الباب على مصراعيه لكشف تجاوزات علمية وأكاديمية مشابهة، تتم في أحيان كثيرة تحت نظر الوزارة وسمعها، بل وأحياناً يكون المتهمون فيها من قلب الوزارة، ومن بعض ضعاف النفوس والذمم الذين خيموا على المؤسسة التعليمية بشكل جعلنا نسمع كل يوم قصصا عجيبة عن شهادات دكتوراه مزورة، وجامعات غير معتمدة يتم التحاق طلبتنا فيها!
ومن القصص الغريبة التي تحدث بإشراف تربويين ينتمون الى وزارة التربية، ما نسمعه من مكاتب يديرها أفراد من داخل الجسم التربوي بالتنسيق مع جامعات عربية تكفل شهادات جامعية في الاقتصاد والتسويق والمحاسبة، من دون حضور الطالب، اللهم إلا مرتين في العام، حيث يتم تلقينه ثلاثة أسئلة من قبل معيدين يعملون في تلك الجامعات، وكان الله بالسر عليماً!
لا ألوم الطلبة هنا، فالشهادة الجامعية اليوم لم تعد علماً ولا معرفة، وإنما إجازة أو رخصة للعمل.. لا ألومهم؛ لأنهم ضحايا لنظام تربوي فاشل، حوّل البلد إلى قاعات ممتلئة بالخريجين الذين يعجز بعضهم حتى عن الكتابة - عربية كانت أم إنكليزية - بشكل صحيح!
قلناها ونكررها وسنظل نكررها.. لا إصلاح سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً من دون أن تكون بدايته من التعليم أولاً.
فعندما تم تغيير مسمى وزارة التربية والتعليم في الستينات لتصبح وزارة التربية فقط، كان القصد آنذاك أن التربية عملية شاملة، تشمل التعليم والتنشئة والأخلاق.. والانضباط والأمانة.. وكل شيء يمس بناء الفرد والمواطن الصالح!
القصص التي نسمعها حول الفساد الذي هاجم مؤسسة تربية الأجيال هي قصص مخيفة وليس محزنة فقط.. وإلى أن يأتي من يعلّق الجرس لإنقاذ المؤسسة التي تعنى بصناعة المواطن.. سيبقى الفساد والرشوة والعنف والتسيب سادة المشهد!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك