منهج المصالحة مع 'سراق المال العام' مرفوض.. بوجهة نظر تركي العازمي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 21, 2015, 11:55 م 581 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف - '....حنا عيال اليوم'
د. تركي العازمي
الكل ونخص من يعيش على هذه البقعة الخيرة أهلها يعرف أننا متحابون ولا نقابل الإساءة بالإساءة بالضبط كما قال يوسف لإخوته «لا تثريب عليكم»، وبعدها قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة في رده على سهيل بن عمرو «اذهبوا فأنتم الطلقاء»... وكانت المحصلة عنوان السماحة في الدين الإسلامي وكثيرة هي الأمثلة التي سطرها تاريخنا الإسلامي العظيم.
هذا المقال امتداد للمقال السابق المعنون بـ«اخدع من شئت..» وأعني هنا الحاجة للرجوع إلى التاريخ الذي لا يخدع ويصور لنا طبيعة الإنسان المسلم.
كم أتمنى أن نطوي كل نقطة خلاف مثل ما طوينا الأيام بأحداثها الجميل منها والمحزن الذي لا نريد تكراره.
كثيرا ما يردد البعض ممن يشع معدنه بمعاني الإخاء والمحبة قول «.. حنا عيال اليوم» وهو ما يعني ان الخلاف قد تم مسحه من الذاكرة.
هذا هو الشيء الوحيد الذي لا يحتويه تاريخ الصالحين.. فبمجرد الاعتراف بالخطأ والإصرار بعزيمة على مسحه نكون عندئذ قد حققنا المفهوم الحقيقي لروح الأخوة والرابطة التي جمعتنا على هذه البقعة من بقاع أرض الله الواسعة.
فالاستشارة المطلوبة في الوقت الحالي يجب أن تتضمن الآتي:
ـ محاربة الفساد على أرض الواقع.
ـ تصفية النفوس من الشوائب العالقة.. تصفية بحسن نوايا.
ـ ميثاق شرف يلتزم به الجميع تجاه طريقة معالجة نقاط الخلاف بيننا متى ما وجدت.
ـ تعزيز الفكر الإستراتيجي من رؤية٬ خطط عمل تبدأ ببرامج مختصة في تربية وتعليم النشء على المبادىء الصالحة وأن يتم تثقيف الكبار كي يكونوا رموزاً للصغار في سلوكياتهم.
ـ مراجعة فورية من خلال فرق عمل متخصصة لحصر سبب تفشي حال «التحلطم» بين الكبار والصغار لتكون من أهداف خطط العمل.
ـ تغيير فوري لكل رموز الفساد.
ـ إعداد حوكمة خاصة باتخاذ القرار وأخرى للأخلاق في المؤسسات.
ـ تغيير فوري لطريقة إدارتنا لشؤون مؤسساتنا الاستثمارية كي نصل إلى موارد مالية غير النفطية.
اعلم أن الأمر قد يتصوره البعض صعباً للغاية ويحق لهم تصور ذلك لأن طبيعة الوضع الحالي تشير إلى صعوبة العلاج من منظور إصلاحي بحت ولهذا بدأت المقال من جانب وجوب تفعيل التسامح المقبول طبعا ولا أعني أبداً تطبيق منهج المصالحة مع «سراق المال العام» أو غيرهم ممن ينص القانون بما في ذلك القانون الأخلاقي على معاقبتهم كي يكونوا عبرة لغيرهم.
التسامح من وجهة نظري يشمل المخطئ (من ضعف في إمكاناته) في إدارة شؤون مؤسساتنا أو من أخطأ في التعبير عن غير قصد أو على المستوى الاجتماعي، من قصر في حقك أو حق عمل وخلافه من الأمور الممكن تجاهلها لبناء علاقة جديدة.
فكم نحن أحوج أن نقف وقفة رجل واحد مطالبين بتعزيز صلة التقارب لنستطيع أن نثبت عن حسن نية «حنا عيال اليوم»... وهو ما يثمر عن غد أفضل بفضل الله وتطبيق البنود التي ذكرناها أعلاه.. والله المستعان.
تعليقات