المزاجية باعتقاد صالح الشايجي هي من تسير الرقابة على الأعمال الفنية
زاوية الكتابكتب ديسمبر 27, 2015, 11:39 م 528 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - حديث 'داوود'
صالح الشايجي
في حديث تلفزيوني للفنان «داوود حسين» شكا مرّ الشكوى من الرقابة على الأعمال الفنية والكيفية والمزاجية اللتين تسيّران العمل فيها، وكيف أن المسؤول اشترط حضور «داوود» شخصيا حتى تتم الموافقة على نصه المقدم للإجازة!
آلمني ما سمعت من «داوود» وبالتأكيد آلم كل من سمعه، وكنت أتمنى أن يؤلم من يعلو ذلك المسؤول الرقابي وظيفيا. ليتم تعديل الوضع، وترتيب الأوضاع بأسلوب عملي منهجي بعيدا عن المزاجية والأهواء الشخصية.
ولا أدري إن كان الألم قد أصاب الشخص المقصود أم لا، وإن كنت أتوقع أنه لم يصبه.
وما عزز اعتقادي بعدم الإصابة، جلوسي مع اثنين من الروائيين الكويتيين الشبان، وأحاديثهما المطولة عما يتعرضان له من الرقابة التي تقوم بمنع رواياتهما لأسباب أقل ما يقال فيها إنها مضحكة، وتدل على عدم فهم الرقيب لشؤون مهنته، ولا ماذا تعني الرواية القائمة أساسا على خيال الروائي وحبكته للأحداث بطريقته الأدبية الخاصة واستنتاجاته واستخلاصاته، وذلك هو كوخه الذي لا يجوز لأحد التدخل في كيفية بنائه وترتيب أسسه وقواعده.
هذا الفهم مع الأسف مفقود عند الرقابة وعند من يقوم بالرقابة والذي يريد أن يكون هو الحائك لنسيج الرواية والصائغ لتفاصيلها، فيمنع هنا ويشطب هناك ويلغي في محل ثالث، أو أنه يكفي نفسه مؤونة كل ذلك، و«يفرمن» بالمنع الكامل للرواية من الغلاف إلى الغلاف!
وفي الوقت ذاته الذي تبدو فيه الرقابة بتلك الحدة والغلظة مع الأعمال الإبداعية الجادة والتي ترفع سقف الإبداع في البلاد، تسمح للمهازل الكتابية البلهاء وتفسح لها في الطريق صوب العقول فتدمرها وتسطح ذائقات قرائها.
كل ذاك الذي سمعته من ذينك الروائيين الشابين، يجعلني أستخلص أن هذه الأمور ليست عفوية بل إن وراءها من يدبرها ويديرها لغايات في نفوس ضعيفة لا تريد لهذه البلاد أن تنتج إبداعا ولا تلد مبدعين، تريد إطفاء جذوة الإبداع في البلاد، تريد إطفاء اسم الكويت وزيادة رقعة السفاهة فيها.
والأمر وكما ترون يجب ألا يستمر في مثل هذه الصورة، ولا بد أن يكون لمثل تلك المهازل من نهاية.
تعليقات