أمن الدول العربية واحد ومصيرها واحد.. يكتب فيحان العازمي
زاوية الكتابكتب يناير 11, 2016, 12:02 ص 617 مشاهدات 0
النهار
إضاءات - الخليج واحد
فيحان العازمي
ألقت الأزمة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية بظلال كثيفة على الشرق الأوسط بصفة عامة وعلى دول الخليج بصفة خاصة، هذا لأن كلتا الدولتين لها ثقلها وتأثيرها الكبير على المستويات كافة، ولعل ما حدث يصبح عبرة ودرساً لتلافي الأزمات بين الدول كي تعيش الشعوب في أمان واستقرار.
ولعل الكثيرين يرون أن ما يحدث هذه الأيام من تدخل من الجمهورية الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي وتحديداً المملكة العربية السعودية خصوصا بعد تنفيذها حكم الإعدام في سبعة وأربعين شخصاً من بينهم الشيخ نمر النمر وحرق القنصلية السعودية في إيران مخالفة للأعراف والمواثيق الدولية - وتصريحات مسؤوليها ضد المملكة تعتبر أمراً خطيراً في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة في محاربة ومكافحة الإرهاب.
ولكن إذا نظرنا إلى موقف دول مجلس التعاون العربية إنه حقا موقف مشرف، حيث عبرت دول مجلس التعاون عن دعمها اللامتناه للمملكة العربية السعودية وتأييدها في جميع ما تتخذه المملكة من إجراءات فمن دول المجلس من قامت بقطع علاقاتها مع إيران، ومنها من طردت البعثة الدبلوماسية وقطعت علاقاتها، إن هكذا موقف يثلج الصدور حيث المملكة العربية السعودية لها دور محوري في المنطقة العربية وهي الشقيقة الكبرى في دول مجلس التعاون.
هذا الموقف يدل بل يؤكد أن دول مجلس التعاون على قلب رجل واحد فمصيرها واحد، ومركبها واحد، وما قامت به الكويت في هذه الأحداث باستدعائها السفير الإيراني لدى الكويت وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية الاعتداء على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في إيران والذي لاقى ترحيباً من أعضاء مجلس الأمة والمتمثل في إعلان رئيس المجلس مرزوق الغانم نيته عقد جلسة طارئة للمجلس فور عودته إلى البلاد لبحث التطورات والمواقف المستجدة على الأحداث، ولمَ لا والمملكة العربية السعودية أو من وقفت إلى جانب الكويت في مقدمة الدول الصديقة والشقيقة أثناء الغزو العراقي على الكويت، فما قامت به حكومتنا يدل على حكمة وحنكة سمو الأمير في التعامل مع مثل هذه المواقف.
ومما هو جدير بالذكر أن هناك دولتين عربيتين أخرى اتخذت نفس موقف السعودية في قطع العلاقات مع إيران مثل السودان والبحرين وثالثة خفضت التمثيل الدبلوماسي مثل الإمارات، وهناك دول عربية أخرى مثل المغرب وتونس يمكنها أن تدعو لاجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لاتخاذ موقف عربي موحد ضد اعتداء بعض المحتجين الإيرانيين على السفارة السعودية في إيران إلا أنها لم تتخذ موقفاً بخفض التمثيل الدبلوماسي أو قطع العلاقات لكنها أعلنت تأييدها الكامل لكل ما تتخذه السعودية من إجراءات خاصة أن السعودية سباقة في الوقوف إلى جانب الدول العربية الإسلامية فقبل وقوفها إلى جانب الكويت وقفت وكل دول الخليج مع مصر في حربها مع إسرائيل، وما من شك أن غالبية الدول العربية تؤيد وتساند السعودية في اعتداء إيران على سفارتها وبعثتها الدبلوماسية في إيران.
وجاءت مصر لتعلن على لسان وزير خارجيتها سامح شكري أن أمن المملكة جزء لا يتجزأ من أمن مصر.
أخيراً نقول ان الدول العربية أمنها واحد ومصيرها واحد خاصة دول الخليج العربية فلا يمكن أن تؤثر فيها أو تفرقها أي فتن، حفظ الله الخليج ودوله وحكامه وشعبه من كل مكروه وسوء.
تعليقات