الفساد وأهله.. في نعيم – يكتب زايد الزيد
زاوية الكتابكذب أجهزة حكومية وبعض المسؤولين للتغطية على الفساد والفاسدين
كتب يناير 11, 2016, 11:55 م 2965 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة - الفساد وأهله.. في نعيم
زايد الزيد
في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب الإعلان عما وصلت إليه وزارة الأشغال من نتائج للجنة التحقيق الموعودة منذ عامين حول ظاهرة «الحصى الطائر» في شوارع البلاد، وهي اللجنة التي أصبح حالها مثل «بيض الصعو» نسمع بها ولا نراها، يتفاجأ الناس بالحديث عما يسمى بوجود خلطة جديدة تخضع للتجربة في شوارع وطرق البلاد سيكون من شأنها القضاء على مشكلة « الحصى الطائر»، وسبق هذا الأمر ان ساقت وزارة الأشغال تبريرات منافية للواقع عن أن الطبقات السطحية للطرق السريعة لها صلاحية محددة لخمس سنوات- وفقا لحديث مسؤولة حكومية- وان مشاكل تطاير الحصى تحدث دائما بعد انتهاء تلك المدة ! فأي أعذار واهية تلك؟ وأي واقع فاسد نعيشه؟ وأي فاسدين نشهد؟ لا يحاسبون، ويسرحون ويمرحون من دون عقاب أو رادع يردعهم؟
وحينما تتحدث الوزارة عبر مسؤوليها اليوم عن تعاون مع معهد بريطاني لجلب خلطة جديدة ستقضي على مشكلة « الحصى الطائر»، فهذا ضحك على الذقون وكأننا أول مرة نعبّد فيها الطرق والشوارع في البلاد، والسؤال: لماذا لم تظهر على السطح ظاهرة « الحصى الطائر» إلا في العامين الأخيرين؟ انه الفساد يا سادة، والسؤال الأهم لنسف تلك الأعذار الواهية هو: هل نحن الدولة الوحيدة في العالم التي تهطل فيها الأمطار؟ بل نحن على العكس تماما، فالأمطار عندنا شحيحة جدا، ومع ذلك ما ان تنزل كميات عادية من المطر إلا ويتطاير الحصى في شوارعنا ويتلف سياراتنا، فهل سمعنا بدول الجوار أو دول أوروبية أو آسيوية تشهد هطول الأمطار وبغزارة طوال العام، يتطاير الحصى في شوارعها؟ إنه - للمرة المليون - الفساد يا سادة.
والحقيقة، وإزاء التغاضي عن هذه التساؤلات، وهي لسان حال كل مواطن، وليس من خيال كاتبها، فانما هذا الوضع يعبّر عن استهتار واضح بالقضية برمتها، من خلال السكوت عن محاسبة فساد بعض شركات تعبيد الطرق، وفساد بعض المسؤولين بالأشغال عن قطاع الطرق لأنهم يصرفون جميع مبالغ مناقصات تعبيد الطرق على الرغم من يقينهم بعدم مطابقة الأعمال للشروط والمواصفات القياسية الموضوعة في كراسات المناقصات، وفي الوقت الذي نشهد فيه وجود شوارع وطرق عبّدت منذ سنوات ولم يمسسها سوء ولم تشهد تطايراً للحصى- وهي قليلة - ونثمن للشركات التي عبدتها مهنيتها والتزامها بالمواصفات المطلوبة وتستحق كل الاحترام والتقدير، فإن تلك الطرق تعد شواهد على زيف الادعاء بصلاحية الطبقات لخمس سنوات، او ما طرحه المسؤولون من قبل أن السبب يرجع لكمية الأمطار الكبيرة التي شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين .
الحال باختصار، هو كذب بعض الأجهزة الحكومية وبعض المسؤولين للتغطية على الفساد والفاسدين، ولا عزاء للتنمية المزعومة.
تعليقات