المبادئ المزدوجة سبب البلاء في عالمنا العربي والإسلامي.. برأي ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 786 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  ازدواجية المبادئ!

ناصر المطيري

 

من حيث المبدأ ومن المفترض أن العمل الإرهابي مرفوض ومستنكر من كل شخص يحمل صفة الإنسانية، ويجب أن يكون الإرهاب مداناً أياً كان هدفه سواء أشخاص مستهدفون أو دول، وأيا كان دينهم أو مذهبهم، فمن خطط وفجر مسجد الإمام جعفر الصادق إرهابي مجرم عليه من الله ما يستحق، وفي ذات الوقت من خزّن السلاح والمتفجرات وخطط لدمار الكويت وخانها هو إرهابي ومجرم أيضا، هم جميعا على نفس الدرجة ننظر لهم من زاوية مبدأ واحد لا يختلف ولا يتغير بتغير الانتماء المذهبي.
وكذلك التفجيرات الإرهابية الذي تضرب أميركا وفرنسا والعالم الغربي المسيحي هي مرفوضة بنفس القدر الذي نرفض فيه الإرهاب الذي يضرب البلاد الإسلامية والعربية، هذا هو المبدأ الإنساني الثابت، والمبادئ لا تتجزأ ولاتتغير بتغير المكان ولا الزمان.
نقول ذلك ونحن نتابع «ازدواجية المبادئ» بين بعض مرضى النفوس وأصحاب الهوى ممن أظهروا الشماتة والفرح بتفجير اسطنبول وتراقصوا بقبح على ضحايا التفجير مع أن معظم ضحاياه من المسلمين، وهؤلاء الفرحون الشامتون هم بذاتهم من أقاموا الدنيا ولم يقعدوها استنكارا ورفضا لتفجيرات باريس الماضية وأظهروا تضامنهم الحار ورفعوا شعارات الإنسانية والسلام.. ماذا حصل وماذا تغير ولماذا سقطت تلك الشعارات وتلاشت المبادئ؟
عندما وقع تفجير الصحيفة الفرنسية التي كانت تستهزئ بالدين الإسلامي وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم خرج قادة «العالم الحر» في مظاهرة حاشدة وكان رؤساء وقادة عرب ومسلمون - وبجانبهم رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو - في مقدمة المتظاهرين المتضامنين مع فرنسا وضحايا الصحيفة الفرنسية، بينما في تركيا ساد الصمت وغابت بيانات الاستنكار والإدانة العربية والإسلامية والعالمية إلا ما ندر، بل هناك من فرح سراً وجهراً تشفيا بتركيا ومواقفها التي لا توافق «هوى المبادئ» التي يتغنون بها.
المبادئ المزدوجة لكثير من «النخب» وقادة الفكر الديني والسياسي هي سبب البلاء في عالمنا العربي والإسلامي، وهي من قلة الحياء وصفة الجبناء المنافقين الراقصين على أنغام الدين والمذهبية، فهل يستوي في معيار المبادئ الإنسانية أن نجد بيننا من يتباكى حاملا شعارات ومبادئ كاذبة من الحرية والإنسانية على تطبيق حكم إعدام على شخص مدان بالإرهاب ويحرض ويجند الخونة، وفي ذات الوقت يساندون طغيان النظام السوري الذي يبيد الشعب ويحاصر «مضايا» بالجوع والهلاك، كيف يستقيم ذلك وهل يستويان مثلا؟ هذا هو التناقض الفاضح في المبادئ وسقوط الشعارات في وحل المذهبية العمياء.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك