رفع العقوبات عن إيران سيزيد من تغولها في المنطقة.. كما يرى سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 481 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة  -  رفع العقوبات عن إيران وسوء نوايا بالمنطقة

سلطان الخلف

 

رفع العقوبات عن إيران لم ينفذ لأن ملف حقوق الإنسان فيها قد تحسن، أو أن إيران قد أجرت تغييرا دستوريا يسمح بالمزيد من الحريات والمشاركة الشعبية في القرار، أو أن إيران قد تخلت عن مبادئها الأصولية القائمة على تصدير الثورة، أو أنها مستعدة لبدء صفحة جديدة من العلاقات بين جيرانها قائمة على الاحترام المتبادل وعدم إثارة الخلافات الطائفية معها.

رفع العقوبات جاء بعد التزام إيران ببنود الاتفاقية النووية، حيث قامت بتعطيل غالبية أجهزة الطرد المركزية ووقف العمل بمفاعل آراك وإخراجه من الخدمة بعد ملء قلبه بالأسمنت ونقل أطنان من اليورانيوم إلى روسيا ووضع جميع منشآتها النووية تحت المراقبة الدائمة وهو ما يعكس التزام إيران بالاتفاقية وضمان عدم إنتاجها للسلاح النووي.

النتيجة أن رفع العقوبات عن إيران سيزيد من تغولها في المنطقة بعد تسلمها مليارات الدولارات المجمدة وهو ما يعتقده الكثيرون من المراقبين، وهذا الأمر ليس بخاف على الإدارة الأميركية أو الاتحاد الأوروبي وكأن إدخال المنطقة في دوامة الصراع الطائفي يعد أمرا مقبولا لدى ساسة تلك الدول ما جعلهم يركزون على الجانب النووي من الاتفاقية دون اشتراط أمور أخرى تجعل من إيران عضوا مسالما في الأسرة الدولية.

باستطاعة الدول الكبرى صاحبة القرار إنهاء الصراع الطائفي في أقرب وقت كما فعلت في منطقة البلقان وإعادة الهدوء لمنطقتنا العربية التي طالما اعتبروها منطقة استراتيجية يجب المحافظة على استقرارها، لكن مثل هذه الخطوة بعيدة المنال حاليا لأن فوضى الصراعات الطائفية التي تمزق منطقتنا العربية تخدم بالدرجة الأولى الدولة الصهيونية التي تتقوى بمثل هذه الصراعات المستدامة لفترات طويلة مع وجود نظام أصولي يتبنى مثل هذا الصراع وهو النظام الإيراني.

ولا ننسى أن وجود ما يسمى بـ «داعش» يساهم في التعبئة الإعلامية ضد الثقافة الإسلامية وإطالة أمد هذه الدعاية مطلوب من أجل خدمة مشروع الصراع الحضاري مع الإسلام.

وما تشهده منطقتنا العربية من مآس إنسانية في سورية والعراق يجعلنا نشك في وجود نوايا حسنة من تلك الدول تجاه منطقتنا العربية المرشحة لمزيد من الفوضى والمعاناة والتراجع الاقتصادي الذي نشهده حاليا بعد انهيار أسعار النفط الذي يعود بالفائدة على تلك الدول الكبرى إذا استثنينا منها روسيا.

****

لا يزال مسلسل الجرائم الطائفية مستمرا ضد المناطق السنية في العراق كمنطقة المقدادية التي تشهد هذه الأيام جرائم بشعة يرتكبها مسلحو الحشد الشعبي (الشيعي) المدعوم من إيران والذي يتألف من تجمع عدة ميليشيات أصولية! هذا الحشد قام بتدمير العديد من المساجد وحرق المنازل والمحلات التجارية وارتكاب جرائم قتل ضد سكان المقدادية الذين باتوا بين خيارين إما الموت أو الخروج من المدينة.

تطهير طائفي واضح على غرار التطهير الطائفي الذي يرتكبه نظام البعث الطائفي في سورية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك