الرأسمالية لم تكن أخلاقية في يوم ما.. كما يرى وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 864 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  -  سلعة البوكر

وليد الرجيب

 

كتب الدكتور علي العنزي مقالاً رائعاً في الصفحة الثقافية في جريدة «الراي» في 21 يناير الجاري، بعنوان «تعليق على البوكر»، قدّم خلاله معلومات قيمة تكشف الحقيقة الرأسمالية الاستغلالية لجائزة البوكر، منطلقاً من تحليل علمي ورؤية ماركسية صائبين.

ويقول الدكتور العنزي في مقاله:«إن الجائزة انطلقت في بريطانيا عام 1968، على اعتبار أنها جائزة شبه خيرية، ثم انتقلت إدارتها إلى شركة تجارية صرفة اسمها man group، لها تاريخ رأسمالي طويل، اقتات مُلّاكها خلاله على عرق الشعوب المغلوبة على أمرها، في الكاريبي منذ العام 1783، وبعد أن انتقلت ملكيتها في العام 2002، أقرت زيادة قيمة الجائزة أكثر من الضعف»، ويرى الكاتب بتحليله الخاص أن هذه الزيادة لـ«اعطاء الجائزة زخماً إعلامياً يشلّ خيال القارئ، ويجعل البوكر حقيقة بلقب الجائزة الخارقة للقيم الفنية السائدة، بعيداً عن أي معايير لها علاقة بالجمال».


هذه الرؤية الواعية تكشف حقيقة الرأسمالية، التي تحول كل شيء إلى سلعة، وتخضعها إلى معايير الربح والخسارة، بما فيها الثقافة والجوائز الثقافية، التي يتهافت عليها الأدباء، من دون أن يكونوا واعين للجرائم التي ارتكبتها الشركة المالكة، والغرض من تبنيها لجائزة البوكر، هكذا كشف الدكتور العنزي باقتدار وعرّى الحقيقة البشعة، للجائزة والشركة المالكة.

ولذا حُرم كثير من كبار الكتاب من الجائزة، وحصل عليها بعض ممن لا يستحقها، إذ أن الجائزة تمنح وتمنع بناء على هاتف من الدور العالي، ولذا كثرت الانتقادات من أكاديميين ومثقفين على الطابع التسويقي للجائزة، كما أنها تخضع لمعايير المحاصصة أو الاستحواذ والانحياز، بغض النظر عن القيم الفنية والجمالية للعمل الأدبي، فالمهم هو الربح وتعاظمه بالنسبة للرأسمالية.

لم تكن الرأسمالية أخلاقية في يوم ما، بل أن لا أخلاقيتها هي جزء من أزمتها العامة، هي سبب ونتيجة في الوقت نفسه، وهي المآل لانتهائها كنظام اقتصادي اجتماعي، طال الزمان أو قصر.

إن المقال الرائع للدكتور علي العنزي، يحفل بالكثير من الشواهد التاريخية والأمثلة، التي تثبت ضرورة فضح حقيقة هذه الجائزة وملاكها، خاصة في النسخة العربية، حيث يستقتل الأدباء للحصول عليها، رغم غايتها غير النبيلة، وفي ظني لا توجد جائزة عادلة أو خالية من الأغراض إلا ما ندر، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أوغيرها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك