عن نظرية التعايش .. يكتب د. ماجد جابر العنزي
زاوية الكتابكتب يناير 24, 2016, 8:25 م 1550 مشاهدات 0
قدرنا في الكويت أن نكون خليطاً من الأديولوجيات يقطن أصحابها هذه البلدة ؛ سنة وشيعة ، أهل بادية وحاضرة ، جمعتهم لقمة العيش أولاً ثم تغلغل حب الوطن في أحشاء الجميع تباعاً لأصالة القيم التي يتمتعون بها ، كالمرضعة يتخلل لبنها في اللحم والدم ، هذا هو الأصل .
لكن ربما خرج عن هذا الأصل بعض الشواذ بعد أن كبرت أجسامهم وانتفخت كروشهم من خيرات البلد ، فلا ولاء للوطن ، ولالقائده ؛ بل ولا يأتمن الناس على أنفسهم غداً من التعايش مع أمثال هؤلاء حين تكون الفرصة مواتية والقوة حاضرة ؛فهم يتمتعون باستجابة فورية لمؤثر خارجي ، فكراً أو رمزاً أو حتى دولة عاهرة!
نمط التفكير عندهم 'بقاؤنا وفناء الجميع ' لاينتفعون بنصح ولا وعظ'
قد أسمعت لوناديت حياً
ولكن لاحياة لمن تنادي
الإشكالية الحقيقية أنهم ينتسبون للإسلام في الظاهر ، والإسلام بريء من أمثالهم وأفكارهم .
سيد الخلق ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام بعد أن قويت شوكة الإسلام والمسلمين لم يستخدم هذه القوة لإقصاء المخالفين أو قتلهم بل كان بجواره اليهود وكانوا آمنين على أنفسهم !
ولعلك تعرف مايسمى ب 'وثيقة المدينة النبوية 'وهي أول قانون للتعايش الديني في تاريخ العرب والمسلمين، باعتبارها 'وثيقة السلام' في مجتمع متعدد الثقافات والأديان ، فكيف بمن يدعي انتسابه للإسلام؟
إن التحدي الماثل أمامنا يكمن في كيفية تطبيق هذه المفاهيم الكونية في مجتمعات دينية متعصبة لا تقبل التعددية المرجعية لكل القوانين والتشريعات، وهذا يدفعنا للقول، إنه لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه إذا أردنا أن نتعايش معاً.
ديالى في العراق تعاني الاستئصال المذهبي والقتل لأجل الهوية ، الشام كذلك في اجتماع الأمم والملل على أهل الإسلام هناك .
إن التاريخ ياسادة لازال يعيد نفسه ويكرر أحداثه ، فالمغول بطشوا في الشام والعراق من قبل ، وهولاكو وغيرهم ،والصفوية وولاية الفقيه تعبث بدماء المسلمين من جديد ، وتعلن مشاركتها في حروب العالم العربي بجيوشها! فلضمائر الإنسانية نقول: أليس منكم رجل رشيد؟
تعال فانظر هنا
حينما يحكم القضاء ضد خلية ارهابية خططت لقلب نظام الحكم واغتيالات عدة وتهديد لأمن الوطن ، ثم يقوم مجموعة سياسية بحركات صبيانية تظهر مدى الحزن والتضجر من هذه الإدانة ثم يتغنون باسم الوطنية ! بل ويدعون المظلومية! وإن تعجب فعجب صمت الناخبين لهم فلا تسمع لهم ركزاً! هل هو ناتج من خوفٍ أو من تأييد مبطن!
عوداً على بدء
في أساسيات نظرية التعايش أن تقبل بوجودي وأقبل بوجودك من غير اعتقاد لزوم فنائي وفنائك ، فلايبقى على الأرض إلاأنا أو أنت، ألا يجوز ذلك؟
فلئن قُبل ذلك في غير المسلمين ؛ فلئن يقبل مع الانتساب للإسلام أولى وجوباً عند العقلاء! فاللهم آمنا في أوطاننا.
قال عنترة:
نُبئتُ عمراً غير شاكر نعمتي
والكفر مخبثة لنفس المنعم!
د. ماجد جابر العنزي
تعليقات