البلدية كانت هي الحكومة الفعلية في الوطن.. هذا ما يراه سالم السبيعي
زاوية الكتابكتب يناير 24, 2016, 11:16 م 521 مشاهدات 0
الأنباء
لمن يهمه الأمر - المنفوحي ارتقى.. فهل ترتقي البلدية معه؟
سالم إبراهيم السبيعي
لست أدري يا أبو عبدالله هل أهنئك أم أهنئ رئاسة البلدية بك؟ أم أهنئ الوطن عموما، عرفناك مجتهدا مخلصا لوطنك وعملك، كان جهدك وفكرك يغلف بغلاف المجموعة التي أنت جزءا منها، فكم كان الإيثار صفة جميلة فيك، لأنك مؤمن بأن «الله لا يضيع أجر من أحسن عملا». إن ثقة القيادة العليا بك شيئا عظيم، ولكن حمل هذه الأمانة شيئا أعظم، حمل هذه الأمانة لتنوء بالعصبة أولي القوة، وتعجز البعارين عن حملها، لكن من كان مع الله كان الله معه، فتوكل على الله وتحزم يا ابن العم وامتطي جوادك، واختر من رفاق دربك القوي الأمين، وليكن شعارك قول الحق سبحانه (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)، البلدية ليست غريبة عليك، فأنت أدرى بشعابها وشعوبها، وحاجتها إلى من ينقها من الفساد كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
تعودنا كمواطنين (لدرجة الملل) في الكويت أنه عندما تتغير القيادات لا يجني منها «المواطن» إلا تغيير السكرتارية وتدوير المديرين ورؤساء الأقسام، وهذا حق أصيل للقيادي وأول خطوات العمل للقيادي المخلص أمثالكم.
م.أحمد المنفوحي، الكويت كلها أرضا وشعبا تستبشر بقدومك لما تعرفه عنكم شاب شق طريقه بهمة وطموح، سلاحه العلم والفكر والذوق، يكفي أنك أحد أعمدة النادي العلمي والذي يرعى الاختراعات والإبداعات، لذلك نتوقع ونأمل أن يطغى نهج وأسلوب النادي العلمي على البلدية ليطهرها تطهيرا ويجعلها مؤسسة راقية تقود النهضة والتنمية للكويت مثلما كانت منذ قرن من الزمان، البلدية ليست عمال نظافة، وتراخيص بناء ورقابة على الأغدية...إلخ، البلدية كانت (لمثل جيلي) هي الحكومة الفعلية في الوطن كانت تشريعاتها وأوامرها قوانين نافذة قبل ظهور مجلس الأمة، كان أهل الكويت يستبشرون بما يصدر من البلدية من قرارات ويعتبرونها درسا وعلما في التمدن والحضارة.
أبو عبدالله إن لم تتطور البلدية وتنفض أطنان الغبار والأمراض عن جسدها في أيامك فلن تتطور أبدا، ولتكن بدايتك بالإصلاح من القاعدة من «فراش البلدية» واحرص على العنصر الوطني وإن كان غاليا (فالمتقاعدون كثر) فهم أكثر إخلاصا للوطن، وأقرب إلى الله بحكم سنهم، قياسا بقول الصادق الأمين (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...إلخ).
م.أحمد، عصرنا عصر التكنولوجيا فلنستفد منه، فإذا كان المسؤولون الأمنيون استفادوا من مقولة «كل مواطن خفير» فجاءتهم المعلومات من«مواطن شريف» وكشفوا بها أسرار الجرائم قبل وبعد وقوعها وكذلك وسائل الإعلام أطلقوا «كل مواطن إعلامي» فكسبوا السبق الصحافي من أخبار وصور بواسطة تلفونات المواطنين، فأرجو أن تطلق البلدية شعار «كل مواطن رقيب» أو «المواطن هو السمع والبصر» ويكون في البلدية قسم خاص له أرقام وحساب في منظومة التواصل الاجتماعي يتلقى من المواطنين الصور والفيديوهات لما يرونه من مخالفات أو أمور غريبة أو طلب إصلاحات أو شكاوى، وحتى لا يكون هذا القسم ميتا قبل ولادته يفضل أن يتسلم المتصل رقما متسلسلا كما في دفتر الأحوال بالمخافر، ليكون حجة على المتسلم.
تفاءلوا بالخير تجدوه، كلنا أمل وتفاؤل بالمستقبل حين يرتقي أمثال م.المنفوحي قيادة مؤسسة تخدم الشعب وترتقي بالوطن، لا نملك إلا الدعاء له بأن يوفقه الله ويسدد خطاه ويبعد عنه «خفافيش البلدية» ويحميه من مَنْ وراء «فراش البلدية» المظلوم.
ويكفيك فخرا يا أبو عبدالله قول سيدنا علي عليه السلام:
«إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي».
تعليقات