خطأ الكويت في تقديم الهبات للدول الأفريقية الفقيرة.. بقلم وليد الأحمد

زاوية الكتاب

كتب 1208 مشاهدات 0


الراي

أوضاع مقلوبة  -  هبات وقروض... وحقيقة مرة

وليد إبراهيم الأحمد

 

قنبلة فجّرتها صحيفة (Afriqueconfidentielle) عندما أشارت بأن من أسباب النزاع المحتدم بين الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد ورئيس وزرائه إدريسا سيك آنذاك منذ 2007، يعود إلى خلاف مالي بعد أن اتهم الرئيس رئيس وزرائه بسرقة أمواله وقيمتها مليون و125 ألف يورو ناهيك عن هبة قدّمتها الكويت للسنغال!

لا تعنينا حيثيات هذا الخبر المؤلم بالنسبة لنا بقدر ما يعنينا فحواه المتمثلة بالطريقة الخاطئة التي نتعامل بها مع الدول الأفريقية الفقيرة عند تقديم الهبات لهم أو حتى القروض من دون أن نضمن وصولها بالشكل السليم للشعب نفسه بعيداً عن التلاعب والسرقات وضياع حقوق الشعوب المغلوبة على أمرها التي تسمع بمساعداتنا دون أن تلمسها حيث تذهب في بطنون الانقلابيين والعسكر ومن ينوون الانقلاب على شعوبهم أو على بعضهم البعض ناهيك عن المشاريع الوهمية التي تأتي إلينا وتدخل أموالها في جيوب تلك الحكومات!

قبل اكثر من 15 عاماً مازلت أتذكر ما قاله لي مؤسس جمعية العون المباشر الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله عندما كنا في إحدى الدول الإفريقية فسرد قصته عندما زارنا في الكويت أحد رؤساء الدول الأفريقية طالباً تقديم المساعدة من حكومتنا لمشروع بلاده الضخم والقائم على أرض الواقع من أجل أن يكتمل، فقامت حكومتنا وقتها بمخاطبة السميط لمعرفة مدى صحة هذا المشروع فطلب منهم المخطط وعندما تسلمه طلب بالخفاء من مكتب لجنتهم الخيرية في تلك الدولة التأكد من صحة مشروع الرئيس فاتضح أنه وهمي وغير موجود على أرض الواقع حيث ذهبت اللجنة للموقع فوجدته صحراء قاحلة فتنبهت حكومتنا لذلك وشكرت السميط على تلك الحقيقة المرة!

مطلوب من حكومتنا إعادة حساباتها في موضوع الهبات والقروض ومساعدات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية .. فالحكومات الانقلابية تأكل لتعيش وتسرق لتهرب والشعوب في نهاية المحصلة تموت!

على الطاير:

- بعد أن حققنا فائضاً مالياً في ميزانياتنا خلال السنوات الـ 15 الماضية (أيام العز) ، وتراكم لدينا أكثر من (600) مليار دولار في الاحتياطي يتوقع الخبراء الاقتصاديون اليوم بعد أن هوت أسعار النفط بسبب اعتماد إيرادات البلاد عليه بنحو (94) في المئة يتوقع أصحاب الشأن أن نصل إلى عجز مالي بنحو (23) مليار دولار في السنة المالية الحالية!

(حالي حال حالي حال .. كيف أسوي كيف احتال)؟!

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك