التغريد خارج السرب الوطني صار مفخرة.. صالح الشايجي مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 615 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  أعواد الكبريت

صالح الشايجي

 

الاصطفافات الفئوية والتكتلات بناء على هوية فئوية تجمع هؤلاء المتكتلين أو أولئك المصطفين، هي تفتيت للوطن وإضعاف لقوته وتفتيت للُحمته الشعبية.

وواضح أن بلداننا العربية تعاني في السنوات الأخيرة من مثل تلك التكتلات والاصطفافات والتي تقوم بناء على الفرز المذهبي أو الديني أو العرقي.

لبنان كانت الأولى في هذا الشكل من الفئوية والعنصرية والتقسيم حتى أنها خاضت حربين مدمرتين بسببه، سبقتهما حرب قديمة في القرن التاسع عشر. فعرفت هذا الفرز بصورة رسمية وباتت رهينته وأصبح عرفا تؤدي مخالفته إلى نشوب حرب جديدة، وعرفت تقسيم المناصب وتوزيع مقاليد البلاد بناء على هذا الفرز الفئوي.

ونتيجة لهذا الوضع وهذا الصراع الفئوي، توارت الدولة وباتت مجرد لافتة لا تؤدي إلى أي اتجاه.

وفي مصر من حاول تسريب هذا الفرز بناء على الديانة بين مسلم ومسيحي وكنيسة ومسجد، وحدثت أحداث عدة ذات طابع عنيف ودموي ولكنها أخمدت وإن كانت النار ما زالت تحت الرماد.

وفي الخليج سرى هشيم هذا الفرز بين المكوّنين الشيعي والسني وعانت بعض بلدانه منه وتجاوزت تلك الاصطفافات الشعور الوطني والانتماء الوطني لتعلي من شأن الفئة وتتجاوز الوطن.

صار التغريد خارج السرب الوطني مفخرة وفعلا علنيا يتباهى به صاحبه ويحض عليه.

هذا الانكفاء على الذات الفئوية هو الخطر الأكبر الذي يحيق بالبلدان والشعوب فيفتتها ويمضي بها الى طريق لا يسير عليه إلا المنتحرون وقاتلو الأوطان. وهذا هو العراق خير دليل على هذا الواقع المؤسف.

جماعة تحارب جماعة لا من أجل الوطن أو دفاعا عنه ولكن من أجل الفئة التي تنتمي إليها هذه الجماعة أو تلك، وفي النتيجة يتدمّر الوطن وتخسر الفئة، ومثل هذه التربة الخصبة لإنبات هذه الفئوية المدمّرة، هي ما تسعى اليه قوى الشر من أجل مد أذرعها الشيطانية والتوغل لزرع الفتنة وإذكاء نارها.

ورغم كل هذا الذي نشهده في واقعنا فما زال البعض ممن لم تتدنّس بلدانهم بنجاسة الفئوية يسعون الى تدنيس بلدانهم بها غير عابئين ولا مكترثين بمصائر بلدانهم. وهذا ما يوجب على الحكومات التدخل بقوة لردع هؤلاء المدمرين وإطفاء أعواد الكباريت في أياديهم قبل أن يشعلوا نيرانهم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك