مستشفى جابر بحاجة إلى إدارة عالمية محترفة.. كما يرى تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 639 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  مستشفى جابر والمراكز الاستشارية

د. تركي العازمي

 

عاد ابننا من العلاج في مستشفى بوسطن للأطفال قبل فترة وقد أثبتت الحالة المرضية أن الكويت تمتلك من الكوادر الطبية العالية الكفاءة ما يعادل المستوى نفسه من الاستشاريين هناك في أميركا وغيرها من الدول.

كان يقول لي الدكتور فيصل الثويني استشاري جراحة المخ والأعصاب إن ابنكم لن يجروا له جراحة لخطورة الإصابة وبالفعل كان رد الاستشاريين هناك مطابق لقول الدكتور الثويني جزاه الله عنا كل خير.

ما يميز الدكتور الثويني وغيره من كوكبة الاستشاريين الأفاضل وإن كانوا قلة ينحصر في القيم الأخلاقية العالية التي تعكس تطبيق قسم الطبيب إضافة إلى حسن الاستقبال واحترافية المتابعة للحالة.

لذلك٬ فأنا ومن واقع معرفة ببعض الاستشاريين الكويتيين ممن هم ما زالوا في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة وغيرهم ممن غادر الوزارة مجبراً لأسباب تتعلق بالبيروقراطية وأمور يعلمها كل طبيب من الكفاءات التي هجرت وزارة الصحة٬ أثني هنا على الاقتراح الذي يدفع بإلحاق عملية إدارة المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة لبعض المراكز الطبية العالمية حيث الاحترافية في العمل، ونتمنى من وزير الصحة الدكتور علي العبيدي أن يحرص على عدم توافر أي مدخل قد يؤثر على الإنتاجية المرجوة من هذا التحول الإستراتيجي في إدارة مراكزنا الطبية.

فعندما تقوم وزارة الصحة بهذا التحول الدراماتيكي وهي تمتلك كفاءات لم تأخذ نصيبها من التقدير وبعضها هاجر الوزارة للأسباب التي سقناها أعلاه٬ فقد تعود الطيور المهاجرة إلى خدمة ذوينا لننعم بتشخيص أفضل.

نحن ومن دون مجاملة أو مبالغة نمتلك كل المقومات التي تجعلنا في مصاف أفضل المراكز الطبية العالمية، وما ينقصنا هو «حسن الدبرة» أي الإدارة والقيادة الطبية السليمة من بروتوكولات طبية وقسم الطبيب وغيره من الإجراءات المتبعة في معاينة المريض ومتابعة حالته من اختصاصيين على قدر من الكفاءة... أما المعدات والمساحات فهي متوفرة.

نستطيع أن نبني بُرجاً في كل مستشفى خاص بالاستشاريين تحول له الحالات إلكترونياً ويتم تطعيم الكوادر الطبية باستشاريين من أميركا وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول حسب التخصص وأن يتم التركيز على أرشفة كل ما يخص حالة المريض إلكترونياً بحيث يستطيع الاستشاري من عرض الحالة والتحاليل والأشعة عبر جهاز الكمبيوتر وعبر النت الخاص بوزارة الصحة.

هناك جانب في وزارة الصحة لم يُعطى الاهتمام المطلوب وهو طب أسنان الأطفال٬ الصحة المدرسية٬ حيث وإن كان البرنامج المعتمد أميركياً إلا أنك لا تستطيع معالجة «ضرس» طفلك ما لم تأتِ بعد صلاة الفجر لحجز موعد...!

المراد إن وزارة الصحة وأظن الوزير العبيدي ملم بالجوانب السلبية، ويعمل جاهداً على تطويرها إلا إننا بحاجة إلى الاستعجال في خروج مستشفى جابر بإدارة عالمية محترفة بالإضافة إلى بناء أبراج خاصة بالاستشاريين والحرص كل الحرص على مفهوم «التعقيم» ليس فقط على مستوى غرف العناية المركزة والعمليات بل في كل ركن من أركان المستشفيات والمراكز الطبية كي لا يُصاب المرضى بعدوى!

كتبنا هذا المقال لشكر الكوادر التي تعمل باحتراف وعلى مستوى أخلاقي عالٍ من جانب وداعياً الوزير العبيدي لإيجاد مراكز استشارية متعددة الطوابق في كل مستشفى من جانب آخر، وأن يتم بناء مراكز تخصصية لا ينضم للعمل فيها إلا من هو علي قدر من الكفاءة فنحن نملك كل المقومات من مال ومساحات غير مستغلة نستطيع من خلالها الاستغناء عن العلاج بالخارج وبالإمكان أن يكون استثمارا مدراً لدعم ميزانية الدولة نظير الرسوم التي ستتلقاها عند علاج المرضى غير الكويتيين... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك