جابر الهاجري يحلم بالدولة المدنيه

زاوية الكتاب

كتب 486 مشاهدات 0


حلم الدولة المدنية عدد القراء: 27 21/07/2007 جابر محمد الهاجري نحلم بدولة مدنية يحترم فيها الانسان القوانين ولا يحيد عنها، وتحترم حقوقه ويعرف ما عليه من واجبات يؤديها دونما هروب من المسؤولية، بل احتراما لذاته وحرصا على ان يكون منتجا اكثر من كونه مستهلكا.. نحلم بدولة تفعل دستورها بحذافيره ولا تفكر بتعديله رغم انه لم تستنفذ او تنفذ بعض من مواده.. نحلم بدولة يفتخر الانسان فيها بانتمائه إليها، لا ليزهو بانتمائه إلى طائفة او عائلة او قبيلة او إلى تيار متطرف.. دولة الحلم هذه موجودة على ارض واقعنا الذي تمزقه الصراعات الوهمية والتي تشبه الوسواس القهري.. بلدنا جميل ووطننا ناصع البياض لولا بعض النقاط السوداء التي يحاول البعض وبكل انانية ان يشوهوا جماله بمصالحهم الآنية والضيقة لأجل الاستحواذ على مناقصة او منصب زائل.. غالبية هذا الشعب الصامت تحلم بدولة مدنية تقوم على اسس العدل والمساواة دونما تدخل غبي من قوى التخلف والتعصب الفئوي بشتى انواعه.. الدولة المدنية قائمة لو تم تفعيل دستور 1962 بكل مواده وبحذافيره، ولكن هذا التفعيل بالتأكيد سيضر بمصالح قوى موجودة على الساحة السياسية المحلية.. الدولة المدنية المنشودة تحفظ كرامة المواطن وحقوقه دونما منة ولا تفضل من احد بل ان الحقوق محفوظة بحكم القانون، حيث لا تتدخل القبلية والطائفية والعائلية لقلب الموازين وهضم حقوق الآخرين.. الدولة المدنية لا ترهبها فتوى من جاهل لا يفقه من امور الدين والدنيا شيئا سوى الدم والدمار وصب جام غضبه على من اختلف معهم في رأي او قضية.. الدولة المدنية لا تهزها مصالح القوى الانتخابية، ولا يؤثر فيها وفي استمراريتها الاداء غير الناجح لحكومة عابرة او وزير فاشل، بل ان الدولة المدنية تحصن نفسها بنفسها وبقوانين ودستور يخضع له الجميع والكل سواء امام القانون في كل الظروف، والكل يتحمل مسؤولياته كاملة ويخضع للمساءلة في حال اخطأ ولا يتخندق خلف تيار او فئة مهما كانت. الدولة المدنية حلم قد يتحقق اذا صدقنا مع انفسنا ومع وطننا ومواطنتنا التي يجب ان نقدسها كما تقديس بعضنا لمصالحه ولذاته ولفئته.. في الدولة المدنية والتي هي دولة المؤسسات والقانون لن يشكو احد من الظلم جراء تعدي احد عليه في هضم حقوقه او قيامه بواجبات نيابة عن مجاميع تحتمي خلف القبلية والعائلية والطائفية.. جميلة الدولة المدنية اذا امنا بها وبعدالتها، وحتما سنكون في مصاف الدول المتقدمة، حيث لا ينقصنا شيء فالمال متوافر والطاقة البشرية متوافرة، وان كانت معطلة، ولكن الارادة تحتاج الى تفجير حتى يتم تحقيق حلم الدولة المدنية المتحضرة التي تحترم الانسان لإنسانيته لا لفئته التي ينتمي اليها.. ودمتم.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك