عقول أغلبية مجتمعنا أصبحت أسيرة للشعوذة والسحر.. برأي نرمين الحوطي
زاوية الكتابكتب مارس 23, 2016, 11:26 م 710 مشاهدات 0
الأنباء
محلك سر - شر البلية ما..
د. نرمين الحوطي
يقولون « شر البلية ما يضحك» ولكن ما ابتلينا به لا يضحك بل يبكي حيث أصبحت عقول أغلبية مجتمعنا إلى الآن أسيرة للشعوذة والسحر. في منتصف الأسبوع قرأ الكثير منا عن الوافد الذي قام باستقطاب الأعمال والسحر من بلاده واضعا تلك الأشياء في أحشاء الدجاج، وهذا ما أضحكني، ولكن ليس من البهجة والسرور، ولكن كانت ضحكاتي نابعة من الأسي لما وصلته بعض العقول من تخلف ويأس وربط مصيرهم بعالم الدجل والبخور.
نحن الآن في 2016، أي أننا قطعنا الكثير من الألفية والألفين، بمعنى أننا في عصر التكنولوجيا وأصبح مصيرنا بعد الله عز وجل تتحكم به الأجهزة والإلكترونيات، واليوم يأتي مشعوذ دجال يجلب الحظ والرزق من خلال مقصوصات وغيرها من أشكال الدجل وبعدها نقول عصر التقدم والإنترنت، ويأتي السؤال: لماذا الإنترنت لم يقم بوضع السحر والشعوذة ضمن برنامج تقدم الإنسان؟
عند جلوسي مع أصدقائي وكنت اسرد لهم قصة المشعوذ والدجاج الذي يحمل الكثير في أحشائه ليجلب للبعض الحب والمال والكرسي وهنا نقول مجازا «دستور يا أسيادنا» وإذا بي أقول لصديقتي «بسومة»: لماذا لا يقوم الزعماء بعمل الأعمال والسحر لتهدئة الوضع في منطقتنا العربية؟
البعض ممن كان جالسا ضحك واعتقد أنني أقوم بالسخرية، لكنني كنت أقصد ما أقوله، فلم لا؟! إذا كانت إلى الآن بعض العقول اسيرة للمشعوذين والدجالين، فلماذا لا نستعين بالسحر فيما نعيشه ولا نقدر أن نوقفه من حروب وقتل الأبناء والآباء والفقر والجهل؟
لماذا لا يتم توجيه هؤلاء المشعوذين والسحرة وجعلهم يجلبون العلم والخير والمال والحب لمجتمعنا العربي ليسود الهدوء في المنطقة؟ بل نقوم بالأكثر من هذا أي نجعل هؤلاء السحرة يجتهدون في سحرهم ليجعلوا من الوطن العربي هي القوة العظمي! قد يتعجب البعض من سطوري ولكن قبل أن تتعجب نقرأ من قام بالذهاب لهؤلاء المشعوذين فسنجد أن أغلبيتهم يمتلكون من الشهادات العلمية أعلى درجاتها بل نجد البعض يمتلكون من الخير الكثير ولكن للأسف لا يشبعهم ما منّ الله به عليهم من خير سواء في الرزق أو العلم أو الحب، فأصبح هؤلاء يريدون على الدوم المزيد، كيف؟ من خلال الدجل والسحر في أحشاء الدجاجة.
في تاريخنا وأمتنا الإسلامية والعربية لم نسمع عن قائد أو شاعر أو عالم أخذ من السحر والشعوذة طريقا له ليصل إلى ما وصل إليه من نجاحات جعلت اسمه يخلد في التاريخ بل نجد أن أعمدة التاريخ العربي اعتمدوا وثابروا واجتهدوا لتصبح الأمة العربية نبراسا في سماء العالم، لن أقول ما قام به ابن سينا ولن نخوض في تاريخ كل من سعد زغلول والفرزدق وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم ممن أثروا في تاريخ الأمة العربية، واليوم وبعد هذا التقدم الذي لم يمتلكه أجدادنا، إلا أنهم جعلوا من الأمة العربية شعلة مضيئة إلى يومنا هذا ويأتي الأحفاد مع ما يمتلكونه من علم ورخاء ويبحثون على ذاتهم وتقدمهم من خلال ورقة وخيوط أدخلت عبر أحشاء دجاجة.
٭ مسك الختام: شر البلية ما يبكي حسرة على أمتنا العربية.
تعليقات