البطالة مشكلة تستعصي على الحل.. هذا ما يراه عادل المزعل

زاوية الكتاب

كتب 672 مشاهدات 0


الأنباء

صراحة  -  إلى متى هذه البطالة؟

عادل نايف المزعل

 

نعم البطالة داء عالمي تشكو منه الكثير من الدول غنيها وفقيرها، الدول الغنية تشكو من البطالة لأن أعداد الداخلين في قوة العمل لديها بالملايين فأزمة البطالة لديهم لها ما يبررها وهو عدد السكان المقدر بالملايين والدول الفقيرة لها عذرها بقلة الموارد المتاحة وضعف الميزانية وقلة الحيلة، ولكن أين العذر لدينا هنا في الكويت دولة الرفاهية والنفط والمليارات؟ كيف تستعصي هذه المشكلة على الحل؟ وكيف نساوي بين من يملك سبل الحل ومن لا يملك؟! فلا عذر لنا في وقوفنا متفرجين على طابور العاطلين بحثا عن فرصة عمل فلا يجدونها أو يكادون على الرغم من أن الكويت مصنفة عالميا بان دخل الفرد فيها من أعلى الدخول في العالم وعلى الرغم من ان عدد الكويتيين قليل الا اننا نعاني من مشكلة البطالة التي تضرب كل بيت كويتي، فكل بيت في الكويت يحتضن عاطلا او اكثر يقضي نهاره نائما وليله امام التلفاز او مع الأصحاب الى شروق شمس اليوم التالي ومع الفراغ والبطالة تتوالد المشاكل وتتكاثر ابتداء من المشاحنات والمعارك الدامية بالأسلحة البيضاء وغيرها وكل ما تصل اليه ايدي هؤلاء الشباب العاطلين فاستعدادهم للعنف كبير ورغباتهم في الإيذاء بازدياد، وذلك نتيجة حتمية وطبيعية للفراغ والبطالة وها هي الصحف تحمل لنا كل يوم سيلا من الجرائم يرتكبها الشباب ولأتفه الأسباب فالبطالة للبعض تدفعه إلى الانغماس في الملذات والضياع قد تكون مشكلة البطالة مفهومة الاسباب في الدول التي تعاني من الفقر وزيادة عدد السكان ولكننا في الكويت حبانا الله بخير عظيم، فله الشكر على ما أنعم علينا أما مرد هذه المشكلة فيعود لغياب التخطيط والارتجال في القرارات والتنمية والرؤية الثاقبة لما يحتاج اليه سوق العمل في الكويت فنحن في الكويت نعاني من مجلس أمة ليس له خطط تنمية إلا القليل، ومن بعض الأعضاء شغلتهم أموالهم وأهلوهم عن واجبهم في تحفيز الاقتصاد وفتح مشروعات جديده تستوعب آلاف العاطلين الذين يشكلون عبئا على أسرهم وعلى الأمن ويشكلون قنبلة موقوتة لا تلبث أن تنفجر في يوم من الأيام، أعجزت حكومتنا الرشيدة عن توفير فرص عمل شريف لابنائنا؟! أعجزت ميزانية الكويت التي تبعثر على دول العالم يمنة ويسرة عن إيجاد حل لمشكلة كل بيت كويتي به عاطلون عن العمل؟! أيعقل يا حكومة أن يبقى خريجو هندسة البترول منذ 8 أشهر تقريبا قابعين في بيوتهم ليس لديهم عمل ومن المفترض ان يعينوا مباشرة عند تخرجهم الى وزارة النفط.

نعم المشكلة كبيرة وأيضا إمكاناتنا كبيرة لتستوعب كل العاطلين عن العمل فوزارة التربية مثلا تستطيع أن تعين في كل مدرسة من العاطلين عن العمل في الجانب الإداري من تسجيل غياب الطلاب الى الاشراف على المقاصف وادارة الكنترول ونستطيع ان نعينهم بجرة قلم خدمة لهم وخدمة للتعليم وحتى يتفرغ المعلمون لمهنتهم الأساسية الا وهي التعليم ويتركوا الجانب الإداري والإشراف على الأجنحة تحقيقا لجودة التعليم التي تنشدها وزارة التربية، هذا الحل مثال لحلول كثيرة تستطيع كل وزارة ان تخلق وتجد فرصة عمل للعاطلين، اننا لا نشكو الفاقة ولكن نشكو غياب التخطيط والارتجال، ان إلحاق الشباب بقوة العمل له فوائد كثيرة، اولاها ان هذا واجب الدولة وثانيتها درءا للمفاسد التي يرتكبها بعض العاطلين عن العمل وتحقيقا لذواتهم، فقيمة الإنسان فيما يحسنه ولا يخفى عليكم أن من لا يعمل مدة طويلة يسهل انقياده للفئات الضالة، والعياذ بالله، فنكون كمن يقدم الحطب للنيران يذكيها، لقد آن الأوان لنقضي على هذه المشكلة بأن نعيد صياغة تعليمنا ليتخرج في جامعاتنا ومعاهدنا من يحتاج اليه سوق العمل وآن الأوان لتكون خيرات الكويت لأبنائها لا للدول التي لا تشكر ولا تحمد الله على هذه النعم، ولنتذكر جميعا حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «من تولى أمر اربعين شخصا سيسأل عنهم يوم القيامه» و«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

ومـالي لا أثني على الشباب وخيرهم

واني على حسن الثناء لقادر

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، اللهم آمين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك