مهمة محاربة الإرهاب تبدأ من محاربة الامبريالية.. هكذا يرى وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب مارس 26, 2016, 12:09 ص 837 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة - الإرهاب على الأبواب
وليد الرجيب
كشف وزير الخارجية الفرنسي السابق رولاند دوماس، لإحدى الفضائيات الفرنسية قبل الأحداث في سورية، أن البريطانيين قالوا له إن شيئا ما سيحدث في سورية، فقد كانت بريطانيا تحضر لاقتحام سورية، وسألوه كممثل عن فرنسا إذا كان سيشارك في هذه العملية، فرفض إذ لا مصلحة لفرنسا للاشتراك في هذا التدمير، وعلى اثر ذلك تم تلفيق تهمة الاختلاس له وقبض رشاوى، وحاولوا سجنه ولكن القضاء برأه، فرفع قضايا على ساركوزي وحلف الناتو لتدميرهم ليبيا وقتل شعبها، كما أن بريطانيا قامت بتدريب عناصر من داعش وجماعات إرهابية أخرى منذ البداية.
ومنذ ذلك الحين كُتبت مئات الأطنان من المقالات والدراسات والتحليلات حول داعش والإرهاب، كما أنفقت آلاف الأطنان من الذخائر والقنابل والصواريخ في الحرب على داعش، ومع ذلك ها هي داعش تضرب قلب أوروبا، بعمليات تفجيرية في كل من مطار بروكسيل ومترو الأنفاق الرئيسي، على يد مواطنين بلجيكيين من أصل عربي، وراح ضحية هذه الجريمة مواطنون أبرياء وعدد كبير من الجرحى.
والغريب أن بعض ردود الفعل في عالمنا العربي على هذه الجريمة البشعة، جاءت صادمة حيث عبر بعض الكتاب عن قولهم:«بضاعتهم ردت إليهم»، فهذه العملية مقابل ما يفعله العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، الذي لم يلتفت إليه العالم، ويبرر لإسرائيل ما اسمته الدفاع عن النفس.
صحيح أن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة، وترتكب جرائم بشعة بحق المواطنين الفلسطينيين، وخصوصاً الأطفال والنساء والشيوخ، وتهدم المنازل فوق رؤوسهم، وتحرمهم من أبسط مقومات الحياة، بما فيها حق الدفاع عن منازلهم وأطفالهم، كما تعتقل الآلاف من الفلسطينيين والفلسطينيات، في ظروف تعتبر من أسوأ ظروف السجون في العالم.
ولكن أن نفرح لجريمة إرهابية في أوروبا ونشمت بالشعوب، فهذا يجعلنا لا نختلف عن الصهاينة، أو دعاة الحرب في العالم، وإن هكذا موقف يعبر عن شوفينية ضيقة ولا إنسانية، فالبشر الأبرياء هم البشر في كل العالم، وأن من يصنع الدمار والقتل والحروب، ويتبنى الجماعات الإرهابية، هي الأنظمة الرأسمالية الكبرى ومجمعاتها الصناعية العسكرية، ومهمة محاربة الإرهاب تبدأ من محاربة الامبريالية وسياساتها العدوانية، وتلك المهمة منوطة بشعوب العالم أجمع.
تعليقات