عبدالعزيز الدويسان يكتب .. تهادوا تحابوا
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان مارس 26, 2016, 2:11 م 1257 مشاهدات 0
الهدية تقرب بين القلوب ، وتزيد المحبة في النفوس ، وتقوي أواصر المحبة والترابط والألفة ، وتولد الوصال ، وتذهب الضغينة ، الهدية صفة حميدة ، وعادة جميلة ، فهي تذهب العين والبصر ولا يقوم بها إلا أصحاب الجود والكرم ، هي المفعول السحري لإزالة المشاحنات وتكوين العلاقات
وقيل الهدية تذهب بالسمع والقلب والبصر ومعناه أن قبول الهدية تورث محبة المهدى إليه للمهدى فيصير كأنه أصم عن سماع القدح فيه ، أعمى عن رؤية عيوبه ، وذلك لأن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها .
الهدية بمفهومها الجميل والبسيط سيختلف معناها إن كان لأغراض أخرى أو لدفع حق أو تحقيق باطل ، والصالحين والأتقياء كانوا يتورعون عن قبول الهدايا خوف من الشبهة وخصوصا إذا تقلد أحدهم عملا من أعمال المسلمين وقصة تروى ( اشتهى عمر بن عبد العزيز التفّاح، فلم يجد في بيته شيئًا يشترى به ، فركبنا معه فتلقّاه غلمان بأطباق تفاح ، فتناول واحدة فشمها ثم رد الأطباق ، فقلت له في ذلك فقال لا حاجة لي فيه ، فقلت ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية ؟ فقال - أي عمر بن عبد العزيز-: إنها لأولئك هدية وهي للعمال بعدهم رشوة .
ما أجمل الهدية أو العطية التي تأتي بدون مناسبات ، وما أجملها عندما تكون بسيطة دون تكلف حتى لا تكون عبئ ثقيل على مقدمها ومستقبلها وتكون دينّ ثقيل على المستقبل إذا أراد أن يردها مستقبلا ، وعليك أن تفكر قبل تقديم العطية فمثلا من غير المعقول أن تهدي شخصا لا يقرأ كتابا ، أو شخص مصاب بالسكر تهديه الحلويات ، الهدية قدمها بطريقة ذكية .
حبيبنا وقدوتنا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام تواضعه وجبره لقلوب الناس يقبل الهدية وإن كان قليل ، وقال عليه السلام ( لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت ) قال عليه السلام ( ثلاث لا ترد ، الوسائد ، والدهن ' الطيب ' ، واللبن ) ، فإنها قليلة المنة خفيفة المؤنة .
تهادوا تحابوا .. والهدايا قيمتها في مهديها .. وتبقى ذكرى غالية في عين من يقدرها .
تعليقات