الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. بقلم عبدالمحسن المشاري

زاوية الكتاب

كتب 1812 مشاهدات 0


الأنباء

يا سادة يا كرام  -  طلاق المجبور طلاق كسر الخشوم

عبدالمحسن محمد المشاري

 

يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية، وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات، ويبدو انه يزداد انتشارا في مجتمعنا لأن طلبات الزوجة المطلقة مجابة وهي «الكسبانة» في كل شيء، حقوقها، الأطفال، والمال، والحرية، وهو أبغض الحلال لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء، والآثار السلبية على الأطفال، ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءا من الاضطرابات النفسية الى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.

تتعدد أسباب الطلاق ومنها المال وطغيان الحياة المادية والبحث عن اللذات وانتشار الأنانية وضعف الخلق والملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل والخيانة الزوجية والسحر وأسباب كثيرة.

يقول الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق: مما لا شك فيه ان الطلاق عملية هدم لبناء أسرة وقد يأتي هذا الهدم عند بداية الطريق وعند أول اللبنات في الأساس، وقد يأتي متأخرا بعد ان يكون البناء قد تفرع وتعددت الحجرات ووضع السقف أعني بعد النسل وكثرة الأولاد.

والذين ظنوا ان الإسلام أباح الطلاق مطلقا بلا ضوابط وفتح للناس الأبواب على مصاريعها في ان يتزوجوا وكذلك الذين يريدون حجر الطلاق ومنعه وتقييده بغير الطرق الشرعية ظنا منهم ان ذلك عمل إنساني وانه في صالح المرأة فهم أيضا جاهلون، فالعدل في هذه المسألة هو ما جاء في الدين الصحيح بلا إفراط ولا تفريط ولكن بعض قصص الطلاق غريبة وعجيبة ومنها طلاق بالإكراه، طلاق المجبور المغصوب، طلاق كسر الخشوم، قال الله عز وجل: (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) سورة النور، هذا الطلاق تستخدم فيه جميع انواع الأسلحة ليتم المراد وهو الطلاق من الضرب والتهديد والسحر وشهادة الزور والوقيعة والاغتياب لإجبار الزوج كي يطلق زوجته، وهذا النوع من الطلاق أسوأ أنواع الطلاق وملعون، وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ ان الطلاق الذي يحصل بإجبار الزوج على تطليق زوجته بالقوة او بضرب ونحوه هو طلاق غير معتبر شرعا، معربا عن أسفه من تصرفات بعض الزوجات وأولياء أمورهن بإعلان الفرح والسجود شكرا بعد الحصول على الطلاق، معتبرا ان الفرح يكون باجتماع الأسرة لا بافتراقها، وقال: جاء في حديث «لعن الله من خبب امرأة على زوجها» والتخبيب إفساد المرأة على زوجها وهو من كبائر الذنوب، وحذر الآباء وأولياء الأمور من إجبار الأزواج على تطليق البنات اللهم إلا ان يكون السبب فسادا في الأخلاق او انحرافا في السلوك، او ترك الصلاة يقينا، فحق الزوج كبير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحا حق الزوج ومكانته في الإسلام لعمة حصين بن محصن- رضي الله عنهما- عندما سألها عن معاملتها زوجها؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: فأين أنت منه؟ فإنما هو جنتك ونارك ـ صحيح الجامع 1509، وقال صلى الله عليه وسلم: «حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه» ـ صحيح الجامع 3148، فكيف تعيش المطلقات اللاتي تم تطليقهن من أزواجهن بالقوة؟ وكيف يعيش كل من سعى لخراب البيوت ولم يسع للخير؟ والزوج يدعو ويقول: حسبي الله ونعم الوكيل، ومثلما تدين تدان. وسلم أمره للجبار سبحانه. 

قرأت هذه الفتوى: ما حكم المرأة المسلمة ان تطلب من زوجها الطلاق دون بأس أو ضرر يلحقها لما روى أصحاب السنن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك