عن الإرهاب الصامت.. يكتب صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 610 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  الإرهابيون الصامتون

صالح الشايجي

 

ليت الإرهاب توقف عند تلك العمليات الإرهابية المجرمة التي تروح جراءها أرواح بريئة ساقتها أقدارها ـ لحظتذاك ـ أن تكون في دائرة الموت ومحيطه الجغرافي.

ولكن ما هو أدمى للنفس وأكثر إثارة للحزن والخوف فيها، هو ذلك الارهاب الصامت، وأعني به مؤيدي الارهاب وقتل الأبرياء والظاهرين بصورة مستنكريه ورافضيه ولكنهم يشفّون عما في أنفسهم من إيمان بالارهاب وترحيب به، حين يروحون يأتون له بالمبررات ويفتحون صفحات التاريخ يستنجدون به من أجل سوق الأسباب التي دفعت بالارهابيين الى تنفيذ عملياتهم الارهابية.

يجدون في ماضي الدول الاوروبية الاستعماري الذي مضت عليه قرون، الركيزة التي يرتكزون عليها في تبريرهم لعمليات القتل والارهاب التي طاولت الدول الاوروبية على أيدي العرب والمسلمين.

فرنسا فعلت كذا وبريطانيا عملت ذاك وايطاليا أتت بالأهوال وبلجيكا استعمرت وهولندا استحمرت و..و..و.. إلى آخر تلك المعزوفة البشعة النشاز.

هؤلاء المبررون والقاعدون على مبعدة آلاف الكيلومترات من ساحة الجريمة، هانئين في بيوتهم آكلين وشاربين وآمنين، لم يكن لهم ولد ضمن ضحايا تلك الجرائم ولم يفقدوا عزيزا فيها، أولئك هم إرهابيون من نوع آخر، وقد تسوقهم الأقدار أو تسوق أبناءهم لأن يكونوا هم المنفذين لعمليات إرهابية مستقبلية.

إذا كانت الدول الأوروبية قد احتلت واستعمرت بلدانا عربية وإسلامية، فهي أيضا احتلت واستعمرت بلدانا أخرى ومن أمم أخرى غير عربية وغير إسلامية، فلماذا العرب والمسلمون وحدهم هم الذين يثأرون للتاريخ، ولم نجد بين أبناء الدول الأخرى غير العربية وغير الاسلامية من تحركه نزعة الثأر البائتة فيقوم بالتفجير والقتل وإرعاب الآمنين في اوطانهم الجميلة؟!

أنا بكل تأكيد لا أنساق وراء تلك التبريرات التي يختلقها الارهابيون الصامتون للارهابيين الحقيقيين والذين يُجوّزون أفعالهم بحجة الثأر التاريخي من دول الاستعمار، لأنني على يقين بأن ذلك الارهابي المجرم الذي ينفذ عمليات القتل والتفجير في الدول الاوروبية، لم تدر في خلده قط فكرة الثأر التاريخي لأنه في الأساس لا يعرف ذلك التاريخ الاستعماري لها، ولم يعرف من تلك الدول إلا ملاهيها ومشاربها ومواطن الغانيات فيها وبيوت الدعارة في أزقتها.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك