مليارات 'عين عذاري'!
زاوية الكتابيكتب زايد الزيد عن 42 مليار دولار وزعتها الكويت إلى دول الخارج
كتب مارس 27, 2016, 11:35 م 5123 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة - مليارات 'عين عذاري'!
زايد الزيد
«عين عذاري» هذا القول المأثور أصبح لسان حال المواطن الكويتي في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يرى ويسمع في كل صباح ومساء عن تبرعات وقروض ومنح ومساعدات إلى دول من مختلف الأقطار، فأصبحت بلاده تسقي البعيد وتنسى القريب منها من مواطنيها، وتضع القرارات والإجراءات المشددة التي تطال معيشته على حساب المليارات التي تصرف في الخارج، وكأنه قد كُتب على كل مواطن ان يرى تلك المليارات المبعثرة إلى الخارج من دون أن يشعر او يلمس أي تطور أو تنمية في بلاده، وهي تنمية بات الجميع يعتبرها كـ «بيض الصعو» نسمع به ولا نراه، كمثل الفوائض المليارية التي تحققت على مدى السنوات السابقة فأصبحنا نسمع بها ولا نرى لها أثراً ولا نعرف مصيرها وإلى أين آلت إليه حتى اليوم؟
نقول ذلك، في ظل إحصائية حديثة صادرة من وزارة الخارجية - ونشرتها إحدى الصحف - مفادها أن «قيمة المساعدات الإنمائية والإنسانية التي قدمتها الكويت على مدى ربع قرن بلغت ما يزيد على 12 مليارا و791 ألف دينار (حوالي 42 مليارا و350 مليون دولار أميركي) توزعت بين مساعدات ومنح ومعونات وقروض إلى الدول العربية والأجنبية»، وهذا المبلغ الضخم في الواقع يستدعي بحثاً جاداً، فهذا الانفاق الموجه إلى الخارج كان حصراً على مدى 25 عاما وتحديدا منذ عام 1990 حتى عام 2014، والعقل والمنطق يقولان ان الدول التي توزع مساعدات ومنحاً ومعونات وقروضاً إلى الخارج، ينبغي ان تكون مستقرة مالياً في الداخل وليست هناك أي مشاكل في استقرارها المالي، ولكن الآية عندنا معكوسة تماما، فالبلاد وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تمر بوضع غير مستقر مالياً وقامت بسحب الملايين من الاحتياطي العام والسبب كما تتذرع الحكومة يعود لوجود أزمة مالية ناتجة عن انخفاض أسعار النفط، كما ان البلاد شهدت انخفاضاً حاداً في اسعار النفط في حقبة التسعينيات، ومع ذلك استمرت وتيرة تقديم المساعدات الى الخارج من دون أي تأثر، فبماذا نفسر مثل هذا التصرف ؟ هل نعتبره اهمالاً ام سوء ادارة أم افتقاداً لحسن التقدير، وأيا من هذه الاحتمالات يسير الى فشل الحكومات المتعاقبة.
وإذا كان هناك ايضا من سيقول ان هذه المليارات كانت في سنوات سابقة للأزمة الحالية وقبل الدخول في أزمة هبوط أسعار النفط، نقول ان هذا الأمر مردود عليه جملة وتفصيلاً، فهذا الأمر يكشف عن خلل الحكومة ومستشاريها في عدم وجود دراسات وتنبؤات قبل سنوات لما ستؤول إليه الأمور اليوم، والأمر الثاني انه وحتى في ظل توافر الطفرة في الفوائض المليارية-، والتي لا نعرف مصيرها حتى اليوم - لم نر مشروعاً تنموياً واحداً يتعلق بالتعليم والصحة على أقل تقدير، فلا توجد جامعة جديدة ولا مستشفى جديد، ولذلك سيبقى الوضع كما هو عليه «عين عذاري» تسقي البعيد وتهمل القريب.
تعليقات