عن استيراد كوارث التفكير العربي.. تكتب خلود الخميس

زاوية الكتاب

كتب 593 مشاهدات 0


الأنباء

إلا 'التوست' و'الخرافين'!

خلود عبدالله الخميس

 

إن صدق إعلامنا «الكاذب» فإن وزارة المالية، وهذه صيغة الخبر: أعدت كشفا يتضمن عشرين شركة، كدفعة أولى فقط، تنوي الحكومة بيعها للقطاع الخاص، خصخصة للشركات التي تمتلك الحكومة فيها النسبة المؤثرة، وتخارج من الشركات التي تمتلك فيها نسبة غير مؤثرة، والسبب: سد عجز موازنة الدولة!

طبعا أنا أؤيد الخصخصة، ولكن لا شيء على إطلاقه، فالقوانين وعلى رأسها قانون الاحتكار والحفاظ على مستوى المواطن المعيشي، خصوصا بالنسبة للطبقة الوسطى ومحدودة الدخل، لبقاء بل وتحسين سقف الأمن الغذائي والإسكان والصحة والتعليم والأمن العام، كحد أدنى لمهام أي دولة تحترم ذاتها.

ومثلما يقولون ان الشيطان في التفاصيل، أقول ان الشياطين كلها الآن «متربعة» في القوانين والإجراءات التنفيذية لنية التخصيص المذكورة أعلاه.

وبالرغم من أهمية الكثير من الشركات الواردة أسماؤها في القائمة بالنسبة للمال العام لأنها رابحة وغير متعثرة لتبيعها الحكومة، إلا أن هناك شركتين تتصدران قائمة اهتمام المواطن الذي من أكثر الصفات التي تؤكد ولاءه للدولة أنه «آكل شارب ساكت» هما مطاحن الدقيق والمواشي!

تخصخصون «علف المواطن ليش؟! خلوه يطبق المواطنة اللي بمقاييسكم»!

اليوم المطاحن تملكها الدولة، فحزمة الخبز تحتوي على خمسة أرغفة بخمسين فلسا، وكيس «التوست» بمائة وخمسين فلسا، لأن توفير الخبز، أو القمح، ضمن واجبات الدولة تجاه الشعب، عندما يشتري الشركة معجبو ماري انطوانيت، أولئك الذين يأكلون البسكويت بدلا من الخبز، بكم ستصبح الحزمة بظنكم؟! أنا ظني يفككون كيس «التوست» ويبيعونه «بالحبة» بالمزاد العلني!

ثم ان شركة «الخرافين»، وهذا هو جمع الخروف بقاموس ولدي، تبيع الواحد مذبوحا منتوف الجلد والصوف ومقطعا كأن بينه وبين القصاب ثأرا، بين عشرين وثلاثين دينارا تقريبا، «حبيبنا» التاجر هل سيقدم نفس الخدمة؟ أم سيبيعنا الصوف والجلد والرأس «علشان نتطاطح معاه من القهر» بسعر «الخرفون» الواحد ويصدر اللحم للخارج؟!

ولمن سيتهمني بالمبالغة أقول: ولكم في «السمك» عبرة، كم عائلة عاجزة عن أكل السمك في بلد بحري وقليل السكان؟!

«ربطة الخبز واللحم» مجرد نموذج.

كنت «أتشيحط» بأن الدولة في الكويت جزاها الله خيرا، مهتمة «بكرامة بطن» المواطن ولا تقبل بمساسه وتعتبره خطا أحمر أكثر من الدستور، وأقول ان شركتي المطاحن والمواشي من أهم معالم «الحظيرة» وفجأة أقرأ في اليوم التالي خبر نية بيع أسهم الحكومة فيهما للقطاع الخاص؟! «شنعلف»؟!

يا خوفي لا نوصل مرحلة أن موظف الحكومة يشتهي اللحم ولا يتمكن إلا من شراء العظم حتى يتقاسمه مع الكلب ونراه في حلبة واحدة «يتزارد» معه من يفوز بالعظمة قبل الآخر!

ويا خوفي نستورد كوارث التفكير العربي ويبدأ مسؤولو الدولة بتكرار جمل مثل «وبكرة تشوفوا الكويت» أو «صبحوا على الكويت بدينار»!

ويا خوفي الأكبر يبيعون «الحظيرة» على خرابها!

يا لهوي!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك