جريمة .. الخصخصة
زاوية الكتابالحكومة عزمت على وضع أصول وممتلكات الدولة بيد بعض التجار – يكتب زايد الزيد
كتب مارس 28, 2016, 11:31 م 4674 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة - جريمة الخصخصة
زايد الزيد
مجددا، تثبت الحكومة وبما لا يدع مجالاً للشك أنها قد عزمت على وضع البلد بأصوله وممتلكاته في يد بعض التجار من خلال خصخصة العديد من الشركات الحكومية لصالح القطاع الأهلي، بزعم دعم السياسة الاقتصادية للبلاد، وهو زعم لا صحة له على الاطلاق، فالتقارير الأخيرة أثبتت أن النية مبيتة، والضحية المغلوب على أمرها هو المواطن البسيط، فوجود لائحة تضم نحو 20 شركة حكومية أو تملك الحكومة نسبا كبيرة فيها لبيعها تحت مسمى الخصخصة ( انفردت «النهار» بنشرها قبل أيام ) هي سابقة خطيرة وضرب في خاصرة الأمن الوطني والاجتماعي والغذائي لما لهذه الشركات والمؤسسات من دور في سد احتياجات المواطنين وتوفير الأمن الاجتماعي لهم، وينبغي المعرفة أن الخصخصة أثبتت فشلها في الكويت مبكرا لا سيما مع خصخصة محطات الوقود قبل سنوات حيث كانت النتيجة طرد الكفاءات الوطنية وغياب التكويت في التوظيف لصالح الوافدين من جنسيات أخرى على حساب المواطن، على الرغم من نجاح ذلك النشاط ودرّه على الدولة أموالا طائلة، وهذا ما سيتم فعليا مع الموجة الجديدة للخصخصة، ولا عزاء للمواطنين.
والحقيقة، وكعادتها الحكومة، تتعاطى مع أي حدث بمقياس «الآية المعكوسة» والشواهد لا حصر لها، وأبسط دليل على ذلك أن الفكرة الأساسية من مفهوم الخصخصة وتطبيقها على الواقع يكون من خلال بيع الشركات العامة الفاشلة للقطاع الخاص، أي أن شركات ومؤسسات حكومية خسرت ماليا ولا جدوى اقتصادياً من بقائها في يد الحكومة، ولكن كما أسلفنا الذكر، فان منطق «الآية معكوسة» هو المسيطر على القرار، فالحكومة لدينا تبيع الشركات الناجحة، ووفقا لما ذكرته صحيفة النهار هنا قبل يومين، بأن «الحكومة تتجه لتنفيذ أكبر عملية خصخصة للشركات الحكومية في تاريخ الكويت، وأن وزارة المالية أعدت كشفاً يتضمن 20 شركة سيتم بيعها الى القطاع الخاص في مسعى حكومي جاد لسد العجز في الميزانية والذي يتزايد مع استمرار انخفاض أسعار النفط»، وطبعا العذر الحكومي هو العجز في الميزانية، ولكن نظرة سريعة للقائمة سنجد ان معظمها شركات أثبتت جدارتها ونجاحها في الأمن الغذائي والخدماتي والاجتماعي ومنها شركة المطاحن على سبيل المثال.
ونقولها بصريح العبارة، ان خصخصة هذه الشركات الناجحة تمثل جريمة واضحة العيان ومكتملة الأركان في حق الوطن والمواطنين، فهل تعي الحكومة خطورة خصخصة شركة ناجحة تمثل كل معاني وقيم الأمن الغذائي، كشركة المطاحن فهي أنموذج للشركة الرابحة وتحقق الامن الغذائي وبالتالي يتحقق الامن الاجتماعي معها، فهذه الشركة الرائدة انشئت منذ ما بعد استقلال الدولة، وقدمت خدمات رائدة وبل شهدت تطوراً نوعياً في خدماتها للأغذية والمخابز حتى أصبحت وجهة رئيسية بمنتوجاتها في كل منزل، ناهيك عن قدرتها في التعامل الفعال مع أكثر من حدث، وحتى في شهور الغزو الأسود اظهر مخزونها الاستراتيجي الهائل من الدقيق اهميتها وحسن ادارتها مامكن الشباب الكويتي من ادارتها وتوفير الخبز لكل الصامدين حتى بزوغ فجر التحرير.
وسنتحدث في المقال المقبل عن اهمية شركة المطاحن بشيء من التفصيل بإذن الله..
تعليقات