المواطن ضحية اختياره.. يكتب فيحان العازمي

النهار

إضاءات  -  المواطن ضحية اختياره

فيحان العازمي

 

يمر على الكويت في الفترة الأخيرة من تاريخها أسوأ مجلس شهدته قاعة عبدالله السالم منذ المجلس التأسيسي ودائما ما تتعذر الحكومة بان هذا المجلس هو سبب تأخير التنمية فهو مجلس لا يهش ولا ينش، حيث لم يقدم هذا المجلس للمواطن والوطن أي شي يذكر، فلم نر منه سوى الصمت والموافقات التي تملى على اعضائه من أعلى، فكم من تجاوزات ومخالفات تظهر على الساحة يوما بعد يوم والذي يدفع الثمن هو الوطن والمواطن.
للأسف الشديد ان الحكومة تفرض قراراتها على المجلس وأي قانون تريد الحكومة ان تمرره فهو نافذ فورا، حيث ان الحكومة مطمئنة الى موافقات الأغلبية التي تصب في صالح قراراتها دون مناقشة ودون دراسة أو معرفة أثر ذلك القانون على الوطن والمواطنين.
لاشك ان المواطن يئن ويتألم مما آلت اليه الأوضاع داخل الكويت وصار المواطن يسير في اتجاه ومجلسه الموقر في اتجاه آخر، فمشاكل المواطن آخر من يشعر به أعضاء المجلس، فمع أن الأعباء صارت تثقل كاهل المواطنين من تقصير في التوظيف والسكن والاعباء المالية التي صارت تقيد المواطن وتجعله يعاني ليل نهار، ومع ذلك نجد ان كل قرارات ومشاريع الحكومة والمجلس معا تصب في عكس راحة هذا المواطن المغلوب على أمره حيث ظهرت على السطح اقتراحات عدة من الحكومة إن تمت الموافقة عليها ودخلت حيز النفاذ فانها ستصبح بمثابة كارثة على المواطن وسيدفع المواطن بسببها من عرقه ودمه وقوت يومه، بل سيدفع من مستقبله الذي سيصبح على المحك بسبب قوانين لا تراعي الحالة المعيشية للمواطن ولا تراعي التضخم وارتفاع الاسعار التي صارت تنهش في كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، وسيصبح حينها المواطن عبدا للرأسمالية التي تزحف على الكويت وصارت تلوح في الأفق.
إن ما تقترحه الحكومة من خصخصة لشركات ومؤسسات الدولة بمنزلة كارثة سيدفع المواطن والأجيال القادمة ثمنها وستتحول الكويت الى دولة ريعية بعد أن تتم التضحية بمستقبل الكويت والأجيال القادمة.
كما أن مجرد تفكير الحكومة في رفع أسعار الخدمات ومنها الكهرباء والبنزين وغيره من السلع والخدمات يمثل انحدارا في الحياة الاقتصادية للمواطن الذي يعيش في دولة نفطية غنية من المفترض ان يعيش مواطنوها حياة رغيدة.
إن إدارة الحكومة للأمور تحتاج الى مراجعة وحسن قرار حتى لا نبكي غداً على اللبن المسكوب، حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه.