العرب لن يستطيعوا التخلص من القهر السياسي المهين.. كما يرى صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب إبريل 3, 2016, 11:32 م 1262 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - لا تتفاءلوا
صالح الشايجي
لم يستطع العرب التخلص من حالة القهر السياسي المهين ولن يستطيعوا.
حاولوا ذلك من خلال الانقلابات العسكرية بدءا من أولها على يد بكر صدقي في العراق عام 1936 أو حتى فيما سبق ذلك وما عرف بالثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي عام 1916 ولكنهم ازدادوا قهرا وتقهقرا وتراجعا.
ما جرى للعرب على أيديهم وبالذات في منطقة الشام والعراق من غشامة سياسية وتهور وتناحر وتشتت، هو الذي سهل احتلال فلسطين وقيام اسرائيل على أيدي عصابات لا بوساطة جيوش نظامية.
ومازال الوضع العربي الناتج عن حالة القهر السياسي يسمح بإنشاء إسرائيل وإسرائيل وإسرائيل ولكن بتسميات أخرى.
حتى ثوراتهم فيما سمي بالربيع العربي زادتهم قهرا فوق قهرهم، قهرا لم يبلغوه من قبل في كل تاريخهم.
العرب وبصراحة كاملة تخلو ذهنياتهم وثقافتهم من كيفية الحكم وأصوله وفهمه وطرق تسيير البلاد وإنشاء ركائز الدولة التي يحكمونها وأساسيات السياسة وسوس «الرعية» ـ المواطنين.
جذور المشكلة قديمة وأزلية، فالعرب في تاريخهم قبل الاسلام، لم يكن لهم دولة، في الوقت الذي كانت فيه دول قائمة كالفارسية والرومية والمصرية، وكانوا مجرد قبائل متناثرة متناحرة فيما بينها، تبحث عن الماء والكلأ، قويتها تغزو ضعيفتها وتنهبها وتسبي من تسبي من رجالها ونسائها وأطفالها، وهكذا فسيد اليوم قد يكون عبدا غدا والعكس أيضا قائم.
ولما جاء الاسلام ودخلوا فيه أفواجا ـ طوعا أو كرها ـ خوفا من السيف وحبا في المغانم تارة، أو اقتناعا وتصديقا وإيمانا لدى فريق آخر، حاولوا أن يجعلوا الدين ـ الاسلام ـ هو ركائز الدولة وحاولوا أن ينشئوا دولة على مقوماته وتعليماته وأن يكون الاسلام هو الخميرة التي تنتج الدولة، متناسين أو جاهلين أو متعمدين، أن الأديان لا تبني دولا، ولم تقم قبلهم دولة ركائزها الدين.
ومنذ ذلك الزمن القديم دخلوا النفق الذي مازالوا محشورين فيه والذي سبب لهم القهر السياسي.
أخضعوا جلال الدين لسلطان الحكم، فما أفلحوا في دين ولا في حكم.
ذلك اختصار مخل ـ ربما ـ لحقيقة أزمة العرب المزمنة والتي لن يكون لها حل!!
فلا تتفاءلوا.
تعليقات