علي الفضالة يدعو للتعلم من التجربة اليونانية

زاوية الكتاب

كتب 525 مشاهدات 0


الأنباء

اشارة - الضريبة والخوف

علي الفضالة

 

إذا لم نتعظ مما حصل في اليونان نكون قد ارتكبنا جريمة بحق المواطن، فالحكومة اليونانية عندما عجزت عن سد العجز لجأت للمواطن لدفع تكلفة فاتورتها فأصبح المواطن اليوناني مضطرا لبيع بيته ليوفر رزق أولاده ويدفع أقساطه لأن الضريبة تقصم ظهر رب الأسرة وتمنعه من التوفير.

فمعدل رواتب المواطنين بالحكومة إذا كان جامعيا يتراوح شهريا بين 700 إلى 1500 دينار أخصم منها 500 دينار إيجار شقة غير أقساط السيارة ومعاش الخادمة ومستلزمات الأسرة، وفوق كل هذا ترفع عليه الحكومة أسعار الكهرباء والبنزين فماذا سيحدث عندها؟ فإذا كان هناك إيعاز من السلطة للترشيد فعليها أن تعمل دراسة لا تمس فيها الطبقة المتوسطة وهم 65% من الشعب الكويتي.

نحن دائما نضرب المثل، ففي الدول الأوروبية يطبقون القانون ويحترمون الإنسانية وهم دول نظام جميعنا نتفق على ذلك فهذا شيء نراه ونلمسه عندما نزور دولهم نرى احترامهم للقانون ورقي تعاملهم فما السبب وراء أن شعوبهم تحترم القانون وتطبقه؟! .. أعطيك مثالا على ذلك عندما تذهب إلى فندق من الدرجة الأولى تجد خدمة مميزة ابتداء ممن يفتح لك الباب وهو يبتسم بوجهك مرتديا أفضل الملابس المناسبة مرورا بكل «الاصطاف»، حتى تصل لغرفتك فما ستقوله عن المكان بأنه راقٍ ومنظم ولكن ما الذي جعله راقيا ومنظما؟ إنها القيمة التي تدفعها فأنت تدفع ثمن هذا الرقي والتنظيم نقودا كثيرة تجعلك مرتاحا بالسكن في هذا الفندق، وهذا بالضبط ما يحدث بالدول الأوروبية فالتنظيم واحترام النظام عندهم جاءا بعد تطبيق قوانين صارمة وغرامات كبيرة تجعلهم يفكرون ألف مرة قبل تخطي القانون لأنهم يعلمون أن أخطاءهم تكلفهم ميزانية كبيرة فلا أحد يتجرأ على المخالفات فأنت من الممكن أن تدفع مبلغا قد يصل إلى 280 يورو لمجرد وقوفك بالمكان غير المخصص للوقوف، وهذا يعني ان احترامهم للقانون نابع من خوفهم من القيمة الكبيرة للمخالفات فأصبح خوفهم تعوداً فباتوا أتوماتيكيا يحترمون القانون فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

ومثال آخر: في اليابان يعملون طيلة اليوم ولا يرجعون إلى بيوتهم إلا في وقت متأخر وعندما سأل اليابانيون لماذا لا تأخذون فترة راحة من العمل وتعودون إلى بيوتكم؟ فجاء الرد من 75% من الشعب الياباني أن قيمة استهلاك الكهرباء والماء غالية وهم ببقائهم في العمل يوفرون جزءا كبيرا من فاتورة الكهرباء والماء، إذن خوفهم من القيمة الكبيرة لضريبة الاستهلاك دفعهم للبقاء، إذن مرة أخرى الخوف دفعهم إلى الالتزام، لكن ومع كل التزامهم ترى الكثيرين ممن يعجزون عن دفع ضرائبهم يضطرون أن يظلوا من دون سكن ليناموا بالشوارع وهذا شيء ولله الحمد وعلى الرغم من عيوب بلادنا الكثيرة ألا أننا لا نراه عندنا.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك