بالصور/ مقصورة “القنون” في حائل ما بين الماضي والحضارة
منوعاتإبريل 13, 2016, 9:22 ص 11050 مشاهدات 0
من بين فروع النخيل الباسقات وعلى ضفاف جبال أجاء في بلدة عقدة بمنطقة حائل تُطِلُ مقصورة “القنون” شاهدة على ماض ٍ تليد ممتد في أكثر من قرنين من الزمان كانت المقصورة خلالها تقف شامخة تسطّر ملاحم الكرم وتروي قصص العزة للأجيال وتحاكي صور المروءة والشرف.
ولم يمض ِ عام 1150 من الهجرة إلا ومقصورة “القنون” في بلدة عقدة تطاول قمم الجبال التي كانت تحيط بها من جميع الجهات , بعد أن بناها مؤسسها سلامة بن زيدان بن عبدالله بن سلامة المحيسن الربيعي العبدي الشمري , فكان ذلك العام إيذانا بولادة تاريخها , وظلت شامخة على ثلاثة القرون من الزمان شهدت خلالها بعض الترميمات كان أولها في عام 1296 من الهجرة على يد راضي وعثمان ابني قنون بن قنون بن سلامة , وفي عام 1362 من الهجرة أعيد ترميمها على يد أبناء راضي وأبناء عثمان بن قنون , وفي عام 1433 من الهجرة أعيد ترميمها للمرة الثالثة بعد أن قرر أفراد عائلة “القنون” إعادة ترميمها حيث تم الانتهاء من ذلك في تاريخ 17 – 6 – 1437هـ.
الشيخ عبدالمحسن بن عتيق القنون يؤكد في حديث خص به (صحيفة حائل الإلكترونية) أن ترميم مقصورة “القنون” الأخير استغرق مدة أربع سنوات بدأت أعماله في عام 1433هـ , وتم الانتهاء منه في مطلع جمادى الآخر من 1437هـ , وقال الشيخ القنون إن المقاول كان يعمل على ترميم المقصورة في فترات متقطعة وهذا ما تسبب في امتداد فترة ترميمها إلى ما يقارب الأربع سنوات , بالإضافة إلى ندرة المواد التي تستخدم في ترميمها حيث يعد الطين الذي يستخدم في الترميم نوعيا ولا يتوفر إلا في مواقع محدودة بمنطقة حائل , مشيرا إلى أن الترميم طال المقصورة والأقسام التابعة لها دون أن يتم زيادة أي غرف أو مضافات جديدة على أصل البناء الحالي.
وعن أقسام المقصورة يقول الشيخ القنون إنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام , الأول هو مقر الضيافة ويشمل المجلس وغرفتين في الجزء العلوي من المقصورة مخصص للضيوف , والثاني هي المقصورة المعروفة باسم “مكيدة” وتتكون من ثلاثة أدوار وتعد مساكن لأبناء العائلة والتي تعد واسعة في ذلك الزمان , والثالث وهو القسم الجنوبي وهو مخصص لحديثي الزواج.
ويضيف الشيخ القنون إن أجزاء المقصورة المتهدمة قبل عمليات الترميم الأخيرة حركت قريحته فقال القصيدة التي كانت سببا في شحذ همم أبناء العائلة على إعادة ترميمها لتعود إلى سابق عهدها:
يالله يا غافر خطا العبد لا تاب
ما له شريك والخلايق عبيده
سبحان من نزل تبارك والأحزاب
فرد صمد يفعل على ما يريده
ومنها:
يا قصر حدثني عن أسياد غياب
تحت الثرى يصعب علينا تعديده
قصرن على الجدين عربين الأنساب
أهل المكارم والسجايا الحميده
من قبل راضي ما لها عد وحساب
قصرن بلغ قرنين من بعد سيده
ودخل على التاريخ مع كل الأبواب
واللي يبي توضيح يسأل وازيده
ما تقل صكتبه مسايير واجناب
ولا تقل زاره كل خارج بديده
وبين الشيخ القنون أن أبناء عائلة “القنون” يستقبلون الضيوف القادمين لزيارة المقصورة بشكل يومي من بعد صلاة العصر وحتى صلاة العشاء بحضور شباب أسرة “القنون” , بالإضافة إلى جود عامل دائم.
وختم الشيخ القنون حديثه بأن المقصورة تعد حاليا مبنى تراثيا يفتخر به أبناء بلدة عقدة وحائل , مشيرا إلى أن المقصورة كانت تجبى فيها زكاة أهالي عقدة أيام حكم إمارة آل علي , وإمارة آل رشيد , وفي حكم المملكة العربية السعودية , مؤكدا وجود وثائق رسمية تؤكد صحة هذه المعلومة على عهد إمارتي آل علي وآل رشيد وحكومة المملكة العربية السعودية.
تعليقات