صالح المزيد يكتب - 'الرجلُ المُلتَزِمُ حقاً!'

زاوية الكتاب

كتب صالح المزيد 2189 مشاهدات 0

صالح المزيد

مَن قصر ثوبهُ وأطلق لحيتهُ فهو 'رجلٌ ملتزمٌ' بِعُرفِ الناس، وحكموا على ظاهرهِ، وهذا العُرف لا غبار عليه، حيث لم يأمر الله ﷻ ولا رسولهُ ﷺ أن نبحث في سرائِر الناس، بل نحكم على ظاهرهم.

ولكن .. من هو الرجل الملتزمُ حقاً؟!

المُلتزم حقاً هو من تطابق ظاهرهُ مع باطنهُ و سريرته، هو من يتبع قال الله وقال الرسول، ويقتدي بالسلف الصالح، هو الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، هو الذي طلّقَ الدنيا طلاق بائن لا رجعة فيه، وتوجه إلى الآخرة ورضوان الله، الملتزم من يحب في الله ويبغض في الله ويعطي في الله ويمنع في الله، ويُوالي في الله ويُعادي في الله، هو من يبغض الكافرين بغض مطلقاً!، ويبغض العصاة المسلمين على قدر معصيتهم لله ورسوله، هو من يغضب إذا إنتهكت حُرمات الله، ويلتزم حدودهُ عابداً ذليلاً لله، وعند أحكام الشريعة قال سمعنا وأطعنا، الملتزم من كَثُرَة أعمالهُ النافلة وكان خُلقه القرآن، ويطلبُ العِلم الشرعيّ لِيَعلَمَ أحكام الدين وليفقهُ الناس فالدين كما يحب ربنا ويرضى وعلى حسب قدرته في طلب العِلم، لا يكذب ولا يخدع ولا يغش ولا يخون!، الملتزم من يُعلم الناس الخير، الملتزم من يهرب من الشهرة والأضواء ولا يسعى لها طلباً للسمعة، الملتزم من لا يجالس اصحاب الهوى واللهو من 'العَوام!' ويركب مركبهم ويغوص معهم في أعماق بحرهُم الهالك!، الملتزم يتحلى بروح الورع فيترك مالا بأس بهِ مخافةً وحذراً مّما فيهِ بأس!!، الملتزم من يخضع تحت قال الله وقال الرسول وأيُ قول يعارض حُكم الله ورسوله يضربه بعرض الحائط، الملتزم من يُحيي سنة النبي ﷺ قولاً وفعلاً، والملتزم يكون خيراً لأهله واصحابه، الملتزم كالمسك إينما وضعته كان ريحاً طيباً.

وأما الواجبات الشرعية فهي واجبات لا دَخْلَ لها بالإلتزام لأن من تركها هلك وأَثِم!، الملتزم من لسانهُ عطر بذكر الله، الملتزم من إذا خلا بنفسهِ لم ينتهك حرمات الله ويشاهد ويسمع ويفعل ويقول ما يغضب الله!، الملتزم من يسعى لنشر دين الله، الملتزم من لا يعبد الدينار والدرهم والكراسي أو يعبد هواه!

إن البعض يحسبُ أن من أدى الصلوات الخمس فالمسجد، واطلق لحيتهُ، وقصر ثوبهُ فهو رجل ملتزم!
وهذا فهمٌ خاطئ!

لأن علاقة الواجبات الشرعية مع الإنسان المُسلِم كعلاقة الماء مع النبات، إذا إنقطع الماء هلك النبات، وكذلك الواجبات الشرعية إذا لم يقمْ بهذا المُسلم هلك!، ومن أخل بها فهو آثِم!!

والملتزم يَفِر عن الوقوع في المكروه!، ولا يقول 'هو مكروه ليس حراماً'! بل يَفِر!، وهو الذي يقوم بالسنن وكأنها واجبات، ويترك المكروهات وكأنها محرمات!

وكم شاهدنا من رجال اطلقوا لِحاهُم وقصروا ثيابهم ويَدّعونَ إنهم ملتزمون!، ويوماً بعد يوم يقصر لحيتهُ شيئاً فشيئاً !!، وأضحَتْ حياتهُ كالرجل العاميّ لا يختلف عنهُ بشيء!

وكم يحزنّي من ترك الإلتزام!، وكم يحزنّي من أراهم الآن متجهين لتركه!

وليَعلَم هذا الإنسان 'الذي ترك الإلتزام!' أنهُ على خطر عظيم!، فترك الإلتزام بشارة 'خطر!'، فإن الله لم يربط على قلبهُ ليثبتهُ على الصراط المستقيم والدين، ولو كان هذا الرجل صادقٌ مع الله بإلتزامه! محال ثم محال أن يتركهُ الله، بل يثبتهُ ويعينهُ على الإلتزام، إذاً هذهِ علامة خطر ولا تبشر بخير!!، فالله لا يترك عبده الذي إلتَزَمَ بدينه وشرعه ومن أجله سبحانه، فالملتزمون حقاً هم أهل التقوى، وأهل التقوى هم أولياء الله، وأولياء الله هم أحبابه، فالله لا يترك أحبابه، بل ينزع الخوف من قلوبهم عن ما سيأتيهم، ويبعد عنهم الحزن على ما فاتهم، ويثبتهم تثبيتاً ، ويربط على قلوبهم!

وويلٌ ثم ويلٌ لمن قَفَلَ اللهُ قلوبهم!!

يا من ترك الإلتزام!!!
راجع نفسكَ فوراً قبل فوات الأوان!!!!
وانظر لحالك .. هل أنتَ في أمان عن خطوات الشيطان!؟

صالح المزيد

الآن - رأي: صالح المزيد

تعليقات

اكتب تعليقك