نهار المحفوظ: حكومتنا (رقله)

زاوية الكتاب

كتب 509 مشاهدات 0


زوجة الأعمى كتب نهار عامر المحفوظ حكومتنا الرشيدة ما زالت تسلك في مسيرها على الجادة الصحراوية المملوءة بالمطاب والارتفاعات والانخفاضات التي تسمى باللهجة الكويتية (بالرقلة) التي نرى حكومتنا مثل سابقاتها (ترقل) وبسبب الرقلة نراها غير متزنة في رسم علاقاتها الخارجية وخصوصا في محيط الشرق الأوسط والعربي والاسلامي، ولأن حكومتنا لم تشق طريقاً جديداً بمواصفات جديدة، أو على الأقل تعبيد الطريق القديم لتتجنب الرقلة التي أصابتها بعلل أقلها عدم الانسجام بين وزرائها، وضعفها في اتخاذ القرار، واهتزازها امام السؤال البرلماني، ورعبها عند التهديد باستخدام اداة الاستجواب الدستورية، والأكثر خطورة وبسبب الرقلة لاتملك رؤية مستقبلية لغياب التخطيط لا قصير المدى ولا بعيده فالهون أبرك ما يكون، وكل شيء على طمام المرحوم. حكومات الرقلة لن تقدم المطلوب بتعزيز مكانة الدولة العصرية عبر تحديث مؤسساتها السياسية المدنية، وكذلك تنويع مصادر الدخل القومي كروافد مساعدة في الاقتصاد الوطني لثروة النفط الطبيعية القابلة اسعارها للانخفاض حسب العرض والطلب، دون ان نهمل النهاية الطبيعية المتفق عليها بأن مخزون النفط لن يدوم فالنضوب نهايته، فعلى الحكومة الرشيدة الاستدراك بتغيير سيرها ونهجها بتقليد الحكومات السابقة، ويتطلب الاستدراك تشكيل حكومي قوامه رجال دولة، وليس كما يجري عليه الحال في اختيار الوزراء على مبدأ التقرب والترضية على حساب مصلحة الوطن وبما يخالف الطموح الشعبي وتطلعاته التي لم تقترب الحكومة من اي منها وتحقيقها الذي ما زال في علم الغيب. نرجع الى عنوان مقالنا الذي نعني فيه الخلل السياسي في النهج الحكومي بشقيه الدبلوماسي الخارجي، والقرار السياسي المحلي، فعلى المستوى الخارجي تعتمد السياسة الكويتية على فتح خزائنها لتدفع بالهبل المليارات لحكومات دول بقصد شراء رضائها، ولكن الغزو الغادر الصدامي في الثامن من اغسطس1990 كشف المستور وفضح الدبلوماسية الكويتية، فأغلب الدول العربية والاسلامية كانت الى جانب الغازي المحتل، منها من أعلن موقف التأييد للاحتلال بالعلن، ومنها من تذرع بأعذار واهية مثل رفض تدخل القوات الأجنبية في الشأن العربي والاسلامي، فحتى بعض الدول التي ساندت الكويت كانت مواقفها مقابل مليارات الدنانير قدمتها الكويت والدول الخليجية وأميركا وبريطانيا واليابان ودول التحالف الدولي، المقالة لا تتسع ان نعرج على السياسة المحلية التي سنتناولها في مقالة لاحقة، لكن الكويت كانت وما زالت مثل زوجة الأعمى مهما تزينت وتلمعت وتمكيجت لا يرى زوجها ما فعلته من اجله.
عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك