يوسف الشهاب: البراك غلطان، كان لازم ينطر انعقاد المجلس
زاوية الكتابكتب يوليو 23, 2007, 10:45 ص 528 مشاهدات 0
عاصفة صيف.. المليفي والبراك
23/07/2007 لم يكن اي غيور على طيب العلاقة بين النواب، وعلى سمعة هذه
العلاقة في الخارج، يتمنى ان تصل العلاقة بين الاخوين النائبين احمد المليفي
ومسلم البراك، الى ما وصلت اليه من حرب كلامية ضروس، لا تخدم سوى اعداء
الديموقراطية والمتربصين بها لاثبات رأيهم في الحياة النيابية التي تشكل لهم
ضيقا وربما كابوسا، اثقل من كوابيس النوم.. بعد وجبة عشاء دسمة عامرة باللحوم
والشحوم وجميع ملحقاتها من تمر ولبن وحلويات ترفع السكر الى الاعالي، وقد كان
بالامكان جدا احتواء هذه الحرب المؤسفة منذ انطلاقة شرارتها الاولى، بتدخل
اهل الخير لاخماد نيرانها، قبل ان تصل الى الملأ وتكون مادة دسمة للنقاش
والاختلافات بين رواد الدواوين والمقاهي ومكاتب الوظائف، وحتى بين جمهور
الانتظار في التأمينات والمعلومات المدنية وطلبة الكورس الصيفي الجامعي وكل
من له علاقة بالشأن النيابي.. وحتى من لا علاقة له، لان العادات والتقاليد
لدينا تفرض على الجميع ان يكونوا خبراء ومحللين في اي قضية حتى وان كانوا لا
يعرفون رأسها من كرياسها.
بداية المعركة النيابية معروفة في دور العضو المنتدب في هيئة الاستثمار ببيع
ارض لأخيه، وقد جاء الاتهام من النائب مسلم البراك بأن رئيس الهيئة استغل
منصبه لمصلحة أخيه في هذه الصفقة، ودار جدل طويل عريض في المجلس وصل الى لجنة
المال العام التي اجتمعت لبحث القضية وأصدرت قراراتها وبرأت العضو المنتدب
للهيئة من الاتهام بكونه لم يكن في منصبه قبل عملية البيع ولذلك فلا علاقة له
في ذلك.
الأخ النائب مسلم البراك لم يعجبه ذلك ورد على قرار اللجنة باتهامات اخرى
لتأكيد موقفه وبالمقابل رد الأخ احمد المليفي على الرد والنتيجة تراشق
بالاتهامات من دون نتيجة.. اللهم الا نشر الغسيل الذي ما كنا نريده لو احتكم
الأخ مسلم البراك الى رأي المجلس بدلا من كل هذه الهوشة الكلامية التي لا
تؤدي الى اي حلول، ولا تصل بهذه الاطراف الى غاية.
حرب البراك والمليفي أشبه بالحرب بين فتح وحماس.. كل يريد اثبات موقفها مع ان
هناك مجلسا فيه خمسون عضوا، لهم حق ابداء الرأي وبعدها يأتي القرار الاخير له
وليس للجنة المال العام ولا للنائب مسلم البراك مع كل التقدير للجميع.
كان في اعتقادنا ان انتهاء دور انعقاد المجلس سوف يريحنا من - صراخ النواب -
ومن استجواباتهم - الماصخة - ومن واسطاتهم التي - ما تمبلع - فاذا بالصراع
هذه المرة يأتي بين النواب انفسهم، مع ان العادة جرت على ان يكون الخلاف بين
الحكومة والمجلس، ونحن كناخبين اشبه بالجمهور الرياضي فوق المدرجات، لكن
الصورة في نزاع - النواب بالنواب - قد تغيرت وصارت الحكومة هي التي 'تتطمش'
على هوشة النواب، ومعها الناخبون، خصوصا انه صراع قد يكون الاول من نوعه على
هذا المستوى باستخدام جميع الاسلحة الكلامية - ذات الدمار الشامل - التي لم
نكن نتمنى استخدامها حفاظا على علاقات النواب وعلى سمعة المجلس التي اضاعها
بعض النواب في سلوكياتهم وللاسف
* * *
نغزة
اذا كان المجلس سيد وملا قراراته فقد كان الأولى بالأخ النائب مسلم البراك
انتظار دور الانعقاد المقبل بعون الله، وبعدها لكل حادث حديث في تقرير لجنة
المال العام بدلا من هذه الهوشة الكلامية التي اساءت الينا جميعا، وجعلتنا
نفكر في طلب قوات دولية من امين عام الامم المتحدة لإنهاء النزاع بين
الطرفين، بعد الذي قرأناه في حرب هذه الهوشة لا نقول سوى الله يهدي نوابنا،
ولا نقول حط حيلهم بينهم.. طال عمرك.
يوسف الشهاب
القبس
تعليقات