التقارير الاميركية حول الإرهاب مليئة بالمتناقضات ..هكذا ترى هيلة المكيمي

زاوية الكتاب

كتب 644 مشاهدات 0

د. هيلة المكيمي

النهار

حياد إيجابي- مكافحة أم شرعنة الإرهاب في الخليج؟

د. هيلة المكيمي

 

القارئ للتقرير الاخير الصادر عن وزارة الخارجية الاميركية والخاص بجهود مكافحة الارهاب يذكرنا بعلاقة الاستاذ والطالب حيث يقوم الاستاذ بتوزيع الدرجات في نهاية «الكورس» مابين امتياز وجيد جيدا وجيد وراسب، فالتقرير الاميركي قرر بأن الخليج في خانة «جيد جدا» من حيث مكافحة الارهاب في حين تأتي الدول العربية الأخرى في حدود ادنى بينما «داعش» هي التهديد الاكبر وايران الدولة الراعية للارهاب على مستوى العالم ما يعني في حدود الضعيف او السقوط، اذن من هي الدول في مرتبة الامتياز؟

اشكالية التقارير الاميركية انها مليئة بالمتناقضات، ففي حين اعتبر التقرير ان جهود الكويت تحسنت في مكافحة الارهاب ولكن لا يزال هناك افراد وجهات بالكويت يمولون مجموعات ارهابية في حين طالعتنا الصحف خلال السنة الماضية بالزيارات المتكررة للمسؤولين الاميركيين المعنيين في مكافحة الارهاب ولقاءاتهم مع وزيرة الشؤون على وجه الخصوص حيث صرحوا بصورة مطلقة بأن لا اموال كويتية تذهب لدعم الارهاب وان اموال الجمعيات الخيرية تنحصر في المساعدات الانسانية لا غير، اذن ما الذي تغير؟ وكيف تم رصد هؤلاء الافراد والجهات الممولة للارهاب؟ وفي حين توافر المعلومة لماذا لا تمنع تلك التصرفات؟

اما الاشكالية الاكبر في التقرير هو الحديث عن ايران كونها الدولة الراعية للارهاب على مستوى العالم، فاذا كانت وزارة الخارجية الاميركية توصلت لتلك القناعة حول ايران، ماهي مبررات الاتفاق النووي الايراني؟ وكيف بدولة راعية للارهاب تسمح لها الاسرة الدولية بأن تمتلك المقدرات النووية؟ بل كيف يطلب الرئيس الاميركي في مقابلته الشهيرة في «ذي اتلانتك» بأن تتقاسم ايران ودول الخليج النفوذ في المنطقة العربية؟ هل يعني شرعنة اعمال الارهاب بحيث تكون ركيزة اساسية في امن الخليج والمنطقة؟ اما فيما يخص داعش.. فمن يمول هذه المجموعة؟ وكيف لمجموعة ارهابية هذه القدرة على التحرك بسهولة والانتقال في العديد من الدول لاسيما تلك التي تكاد تكون تحت المظلة الاميركية؟

الاشكالية الحقيقية في المنطقة العربية انها تواجه متغيرات عاصفة، فخريطة المنطقة العربية مابعد الحرب العالمية الثانية بدأت تتغير لصالح العديد من الدول الاقليمية والقوى الكبرى التي ترغب باعادة رسم خارطة المنطقة بما يخدم مصالحها الخاصة مستخدمة جماعات مرتزقة ومليشيات يتم استخدامها لتفتيت الدولة الوطنية الى كيانات اقل صغرا سواء كانت بتغذية مختلف العصبيات الاجتماعية على المستوى الطائفي والمناطقي والاجتماعي والقبلي وتلك حقيقة يجب ان تقاس من خلال الواقع المعاش، وان جهود مكافحة التطرف لابد ان تنبع من خلال وعي حقيقي داخلي بأن ذلك التطرف لا يقتصر على انه هلاك لمجاميع شبابية بريئة تبحث عن مشروع بديل بل هي في الواقع مشروع تدميري للبنية التحتية العربية والمتمثلة بالدولة الوطنية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك