عبدالله سهر يحذر من تحول الكويت مسرحا للإرهاب
زاوية الكتابكتب يوليو 24, 2007, 8:20 ص 484 مشاهدات 0
هل ستكون
الكويت مسرحاً للعمليات الإرهابية؟
كتب:د. عبدالله سهر
من الواضح جدا أن العدّ التنازلي للخروج العسكري الأميركي من العراق بدأ، حتى
لو لم ينجح الديموقراطيون من استصدار قرار يجبر الرئيس الأميركي الحالي على
ذلك، وهذه النتيجة يمكن تحصيلها من جهتين رئيستين وهما:
أولا: ازدياد عدد القتلى في صفوف الجيش الأميركي يقربه إلى الحدّ الذي قررته
القيادة العسكرية الأميركية، من كونه يعتبر الخط الأحمر وهو ما بين الأربعة
ألاف والستة ألاف قتيل، وكان ذلك قبل بدء الحملة على العراق في عام 2003،
وثانيا، ان هناك اتجاها عاما ضاغطا في صفوف الشعب الأميركي يتبنى خروج قواته
من المربع العراقي في ضوء عدم الوضوح في أسباب الحرب، عوضا عن تراكم الخسائر
الاقتصادية والعسكرية، الامر الذي سيجعل هذه القضية أساسا للمعركة الرئاسية
المقبلة، وهو ما سيجعل كلا من المرشحين الديموقراطي، والجمهوري يركّزان على
ضرورة الخروج من العراق، وإن كان ذلك سيتم عبر توظيف مفردات مختلفة.
إن قراءة هذا المشهد ضروري في احتساب معامل معادلات المستقبل، خصوصا لدول
الخليج وتحديدا للكويت، فمن الواضح أنه حتى لو خرجت القوات الأميركية من
العراق، فأنها لن تترك السياسة في العراق على مذبح الجماعات المسلحة وخصوصا
خلايا القاعدة، فمن المحتمل جدا أن تستخدم القوات الأميركية قواتها في دول
الخليج للتدخل في العراق عن طريق ما يسمى بفرق التدخل السريع التي ستتبع بين
الفينة والأخرى، بناء على معطيات الواقع العراقي المقبل، ومن المرجح أن تكون
الكويت مرشحة لتمركز هذه القوات بعد رحيلها من العراق، وعليه فإن الجهات
المناهضة للأميركان وعلى وجه التحديد خلايا القاعدة ستتحرك ضدها، إما بصورة
مباشرة أو غير مباشرة، فالصورة المباشرة تتمثل في المواجهات مع مراكز هذه
القوات، أو باستهداف عناصرها وهم في خارج معسكراتهم، أما الصورة غير المباشرة
فيمكن أن تتمثل في تبني استراتيجية الفوضى الخلاقة المعاكسة التي تتم من خلال
أيدي عناصر خلايا القاعدة التي يمكن أن تستهدف النسيج الاجتماعي والطائفي
مثلما هو عليه الحال في العراق، وهنا يكمن الخطر الأمني الكبير.
نتمنى لو لم يحدث هذا السيناريو، لكن الدنيا لا تؤخذ بالتمني، وفي هذه الحالة
فمن الكياسة السياسية حصر جميع منتجات المخاض السياسي واحتمالاته والاستعداد
لها بشكل ينسجم مع درجات المخاطر على الأمن الوطني للكويت، اننا في دولة
صغيرة ذات مجتمع متماسك إلى حدّ بعيد، لكنه من دون حرج في القول مجتمع زجاجي
قابل للكسر، وهذا يتجلى بوضوح في بعض المسائل التي سريعا ما تحولت الى كرات
ثلجية كبيرة شهدناها واستطعنا بفضله تعالى أن نتجاوزها من قبل، لكن لو حصل
السيناريو الذي لا نرجوه، فإنه بالتأكيد سيكون كارثيا، ويتطلب جهدا كبيرا
لمنع انعكاساته وتداعياته، ومن أهمها احتمال أن تتحول الكويت الى مسرح جديد
للعمليات الإرهابية والأعمال المضادة له، وفي كلا الحالتين ستكون هناك خسائر،
لذا فإننا عندما قلنا في مقال سابق إن الإرهاب لن ينتهي بالكلام فإننا نعني
ذلك بكل ما في الكلمات من مضامين، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
الوسط
تعليقات