حقبة ماي الصعبة في ظل حالة التوهان والفوضى .. يحلل عبد العظيم حنفي المشهد البريطاني
زاوية الكتابكتب يوليو 15, 2016, 12:32 ص 881 مشاهدات 0
السياسة
بداية حقبة ماي الصعبة
د. عبد العظيم محمود حنفي
مساء الأربعاء الثالث عشر من يوليو, دخلت مسيرة الحياة السياسية البريطانية مسارا جديدا مع انتهاء حقبة ديفيد كاميرون وبدء حقبة تيريزا ماي مع توليها رئاسة الوزارة في بريطانيا بعد استقالة سلفها الذي كان لابد من استقالته, فهو الذي دعا إلى الاستفتاء في الأصل من دون مبرر قوي, لم يكن مجبرا ولا مكرها بل قامر باستفتاء مصيري في وقت غير مناسب فاوروبا الان, مريضة بفعل حالة العجز وعدم الفاعلية والرداءة المعششة في صلب مؤسساتها الوحدوية وأطرها الجامعة. وأكثر من ذلك هي مريضة أيضاً بسبب عدم قدرتها على الاستجابة للتحديات الجسام المحدقة بها من كل صوب وحدب، وبعدم استجابتها لتطلعات شعوبها التي بدأت نقمتها تتفاقم، وقناعتها بالمشروع الاتحادي القاري تتآكل وتتراجع.مع مشاريع التقشف التي انتهجها كاميرون نفسه. وكذلك تم الاستفتاء من دون الاستعداد الكافي, فلم يكن لدى الحكومة التي يرأسها خطة متكاملة ومتسقة في حالة التصويت للخروج من الاتحاد الاوروبي ما سبب الفوضى والاضطراب والتوهان الذي دخلت فيه بريطانيا، وبتنحيه تم انتخاب تيريزا ماي زعيمة جديدة لحزب المحافظين وبالتبعية رئيسةً لوزراء المملكة المتحدة، ومكانتها الاقتصادية والسياسية الدولية.. والواقع ان مسيرتها نحو 10 دوانينغ ستريت كانت سريعة، فهي استفادت من بقائها بعيدة عن الأضواء خلال حملة الاستفتاء على الخروج، حيث سمح لها هذا الوضع بخوض حملة، تحت راية أنها مرشحة الوحدة القادرة على توحيد الجناح المؤيد للخروج، والآخر المطالب بالبقاء، داخل الاتحاد الاوروبي. ثم استفادت من انسحاب منافستها الوحيدة ليدسوم بشكل غير متوقع، من سباق خلافة كاميرون، وكانت ليدسوم وزيرة الطاقة، قد قررت التخلي عن حملتها، بعد «بداية متعثرة», بعد اثارتها موضوع لا معنى له بان جعلت امومتها ميزة لها ضد ماي التي لم ترزق باطفال فانسحبت بعد الاستياء من تصريحاتها. تيريزا ماي البالغة من العمر 59 عاماً، كانت قد تولت منصب وزيرة الداخلية خلال السنوات الست الماضية, هي أول سيدة تتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا، منذ أن أعلنت مارغريت تاتشر استقالتها العام1990. وتنتظر ماي تحديات كبيرة من اهمها إعداد البلاد لمواجهة التحديات الكثيرة, ورغم من أن «ماي» سعت إلى إبقاء بريطانيا ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي، فإنها أكدت أكثر من مرة أن بريطانيا لا تستطيع أن تتجاهل نتيجة الاستفتاء وقالت:«الخروج يعني الخروج، وسنعمل على تحقيقه بشكل ناجح. وكتبت في رسالة نشرتها صحيفة تايمز: «بعد الاستفتاء يحتاج بلدنا إلى قائد قوي ومعترف بمؤهلاته لاجتياز هذه الفترة من الغموض الاقتصادي والسياسي، ولإجراء مفاوضات حول أفضل الطرق للخروج من الاتحاد الأوروبي. والواقع ان لندن تشعر بافتقادها للهدي السياسي فهل تعيد ماي الشعور بالامن؟ وكم سيستغرق الخروج ؟ انا اعتقد كما ذكرت للاعلامية هبة فهمي في البرنامج المميز مساء الخير ايها العالم في القناة الفتية النيل الثقافية ان الخروج سيستغرق اربع سنوات لحين حصول الانتخابات البرلمانية العام 2020 التي قد تغير المزاج العام البريطاني. وهي بترشيحاتها جونسون معلم الخروج وزيرا للخارجية وغريمتها وزيرة الطاقة وزيرة للداخلية وهاموند وزيرا للخزانة تعمل على توحيد حزب المحافظين.
تعليقات