ما حصل لا يمكن فصله عن سياسات أردوغان التعسفية والسيئة.. حسن عباس متحدثا عن محاولة الإنقلاب
زاوية الكتابكتب يوليو 20, 2016, 11:47 م 472 مشاهدات 0
الراي
حكم العسكر انتهى لكن السياسة خبيثة!
د. حسن عبدالله عباس
ما حصل في تركيا أمر يستحق الإشادة والترحيب. الشعب التركي استطاع بوقفته الشجاعة أن يكسر شوكة الانقلابات النمطية والحد من عودة العسكر للواجهة ورسم صورة جديدة مغايرة عن شعوب المنطقة وأن الصدور العارية أقوى من آليات الحرب.
فمن المعروف أن المؤسسة العسكرية التركية قوية، بحيث سمحت لنفسها بأن تكون الوصي الوحيد للنظام الأتاتوركي العلماني. وهو ما سمح لها لتنقض مرات عدة وتُجهز على الحُكم المدني وتعيد الأمور للوراء ولسان حالها يقول «أنتم لا يناسبكم سوى القبضة الحديدية في ظل علمانية متطرفة». لكن هذه المرّة باءت محاولة العسكر بالفشل مع ظهور جيل «سكايب» و«تويتر»، ليستمع الشعب لرئيسه المُنتخب ولينصُر الخيار المدني، فنزل للشوارع في مواجهة مباشرة مع الدبابات والطائرات.
واضح أن ما حصل قسّم الناس إلى صنفين، صنف رأى أن الانقلاب مبرر تشفياً برجب طيب أردوغان وسياساته المدمرة خارجياً، وصنف رفضه حُباً وعشقاً بالرجل كونه «بن زياد» المرحلة، وسيعيد أمجاد الدولة الإسلامية ويوحدها. لكن مع الأسف في الحالتين نحن أمام لعبة سياسية خبيثة اشترت ضمائر أولئك وأولئك من دون احترام لموقف ولإرادة الشعب الذي لخص موقفه بالنزول للشارع رافضاً دخول العسكر من «النافذة».
لذلك لا يمكن تبرير من أيَّد الانقلاب العسكري بذريعة الشعور بالكراهية لما فعله أردوغان بالمنطقة. كما أن التأييد لأردوغان بحجة أنه السلطان العثماني الجديد، ما هو إلا احتقار للأمة التركية وتفريطاً بما فعلته من موقف رجولي وشجاع أمام انقلاب الدبابة التي لم يعد لها مكان في الزمن الحديث. فالتأييد والمعارضة للانقلاب بهذا الشكل ما هو إلا تجاوز وتشويه للصورة الجميلة التي رسمها شباب وشيوخ تركيا الأبرياء من ألاعيب الساسة.
نقطة مهمة يجب أن نقولها بأن ما حصل لا يمكن فصله عن سياسات أردوغان التعسفية والسيئة سواء الخارجية أو الداخلية. انقلاب قسم من الجيش عليه ما هو إلا نتيجة متوقعة لتصرفاته المغرورة التي أراد منها احتكار السلطة والتدخل وتدمير الدول الأخرى. أما أسوأ ما في تصرفات حزب العدالة والتنمية، ازدواجية تعاملاته مع دول الجوار. فهو وفي الوقت الذي يبكي لقتل نظام بشار الأسد الأطفال ونساء الشعب السوري، يمد يد التعاون وإعادة العلاقات مع قتلة أطفال ونساء الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري، في إسرائيل! لذلك نقول إن الشعب التركي ضرب مثالاً جميلاً في الكرامة والحرية بتحديه للدبابات، لكنه مع الأسف على موعد مع المزيد من العمليات الإرهابية في المستقبل.
تعليقات