إعلان الحوثيين و'صالح 'تشكيل مكتب رئاسي معناه نهاية مباحثات الكويت.. هكذا يرى حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 407 مشاهدات 0

د. حسن عباس

الراي

ومزيد من التخبط

د. حسن عباس

 

يبدو أن الأيام المقبلة تتسارع لجلب المزيد من الأخبار غير السارة إلى «معسكر السلام» في المنطقة، لأن ما يجري هو حتماً ما لا يعجب الولايات المتحدة وحليفاتها.

فالحلفاء اجتمعت كلمتهم، كما نعلم، لا بسبب تقارب السياسات والمصالح، بل لأن المشروع الذي يواجهونه كان هدفاً مشتركاً. المنطقة منذ أن جاء الإيرانيون، وهي في قلاقل ومشاكل، وكان الأمل الذي جمع دول «حلف السلام» أن تتكاتف جميعاً لضربها وإسقاط الأنظمة المحسوبة على الجمهورية الإسلامية. وبالفعل كاد نظام بشار الأسد أن يسقط و«الدواعش» قضموا أكثر من 40 في المئة من أراضي العراق.

إلا أن مشكلة دول الحلف، بدأت حينما ارتفع سهم «الإخوان» في المنطقة واستلموا الحكم في مصر.

من بعدها دبّت المشاكل في «جسم معسكر السلام»، وبدأ يتفكك شيئاً فشيئاً. فوصول محمد مرسي للحكم وسقوطه بعد ذلك، جعل دولاً عربية في موقف، وتركيا وأميركا وحليفاً عربياً، في خانة مضادة. أما هذه الأيام، فالأمور إلى الأسوأ، حيث تركيا مشغولة بالانقلاب ومشاكلها الداخلية، واميركا بالانتخابات الرئاسية، واوروبا بالكاد لم تصحُ من «بريكسيت»، لتصطدم بالعمليات الارهابية المتلاحقة التي تضربها من كل جانب.

أما الأيام الأخيرة من الأزمات السورية واليمنية والعراقية (أتباع إيران)، تحكي عن وقائع جديدة قلبت الطاولة رأساً على عقب. فالجيش العراقي يستعد حالياً للدخول في معركة الموصل بحماسة بعد النجاحات التي حققها في معاركه السابقة أمام «داعش». والجيش السوري استطاع اخيراً أن يقطع خط الإمداد الواصل بين تركيا وحلب، وفتح بعض الممرات للمدنيين وتوزيع المنشورات لإلقاء السلاح، ما يعني عملياً سيطرته على الارض ومسكه لزمام المبادرات.

ومحاولة الجولاني بفك ارتباط «جبهة النصرة» بتنظيم «القاعدة»، قد يُفهم منها الضغط على الغرب وتغيير موقفه تجاه «النصرة» وكسب التأييد العالمي بحجة الاعتدال. لكن تظل القضية شبه منتهية لان الدعوة جاءت متأخرة جداً، والتحالف الروسي - الإيراني - السوري، لم يعد يكترث لما يدور على الساحة الدولية أساساً. فمشروع التحالف للقضاء على المعارضة بأكملها، أصبح هدفاً استراتيجياً قريب المنال ويريد تحقيقه بأسرع وقت بعيداً عن المباحثات الدولية والنقاشات الديبلوماسية.

اما الضربة المؤلمة، فجاءت من وفد المعارضة اليمني المشارك في الكويت. فما كنا نتوقعه أن الحوثيين يريدون الخلاص وإنهاء المشكلة بأسرع وقت، لان الإعلام ظل طوال الاشهر الماضية، يصوّر الامر وكأن التحالف العربي أجبر المعارضة على الرضوخ وهزيمتها صارت من المسلمات، وبأن سلطة منصور هادي ماسكة بزمام الامور ولم يتبق إلا كم جيب مقاوم وتنتهي المشكلة. فالمفاجأة كانت بإعلان الحوثيين وعلي عبدالله صالح، عن تشكيل مكتب رئاسي لإدارة أمور الدولة، ما يعني بالحقيقة نهاية مباحثات الكويت والعودة إلى منطق التحدي والسلاح!

لذلك لا تتكلم الاوضاع الميدانية في المنطقة بأخبار سارة لـ «معسكر السلام»، لانها تسير وفق منطق قوة المعسكر الآخر.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك