تحميل العرب والمسلمين وزر العمليات الإرهابية موقف جبان وحقير وغبي.. برأي صلاح الساير
زاوية الكتابكتب أغسطس 1, 2016, 11:01 م 425 مشاهدات 0
الأنباء
السايرزم- أوروبا المريضة
صلاح الساير
كلما حدثت جريمة إرهابية في أوروبا تطلع الناس في تلك الدول إلى المنطقة العربية، وكأننا نحن المسؤولون عن العنف الذي يجري في بلاد الله الواسعة.
ومثلما يبدو فإن الشعوب الأوروبية نسيت، أو تناست، ان دولها (والغرب على وجه العموم) عرفوا العنف قبل التعرف على «داعش».
فهناك في مضاربهم ولدت الحركات الراديكالية مثل «بادر ماينهوف» الألمانية و«الألوية الحمراء» الايطالية، كما عرفت أميركا وأوروبا العديد من الحوادث الإرهابية ومذابح الانتحار الجماعي منذ أوقات طويلة، وقبل بروز ظاهرة الجهاد الإسلامي.
****
إن تحميل العرب أو الثقافة العربية أو الدين الإسلامي وزر مشاركة القتلة المجرمين الأوروبيين في عمليات داعشية تجري في أوروبا موقف جبان وحقير وغبي، يجانب الصواب ويخالف العدالة ولا يحل مشكلة أوروبا المريضة بمرضاها الذين يحملون جنسيات دولها.
أما التحجج بأصولهم الآسيوية والأفريقية فتلك هرطقة وحديث هامشي خارج الموضوع، ويتعين على أوروبا البحث عن الأسباب الحقيقية لعجزها عن دمج الجيل المسخ من أبناء وأحفاد المهاجرين إليها.
****
صحيح ان داعش مولود من رحم «الإسلام السياسي» المتخلق في بلاد العرب، بيد ان الحوادث الإرهابية أثبتت لنا ان العديد من الانتحاريين مرضى نفسيون، معتوهون، ملثومو الشخصية، يعانون الاكتئاب والانفصام والهلوسات، وإدمان المخدرات، وهذه النوعية من البشر تنتجها الأحياء الأوروبية الفقيرة التي يعاني سكانها (المسلمون) من البطالة والتهميش ونقص الخدمات الحكومية وغياب العدالة الاجتماعية وضياع الهوية.
وذلك مأزق كبير يواجه أوروبا لن تجد له حلا في صراخات اليمين المتطرف.
تعليقات