خالد الجنفاوي يعرف الرجعية

زاوية الكتاب

كتب 536 مشاهدات 0


الرجعية السياسية Reactionism تُعرف بأسماء مختلفة مثل الإسراف و»التشدد في المحافظة الأخلاقية« أو »مقاومة التجديد والتقدم« بكل أشكاله وهي في أساسها التاريخي »رجعية سياسية« يميزها عن غيرها من الظواهر السياسية اعتمادها الكامل على'التشنجات« والانفعالية واللامنطق, ولقد لازمت تطور النظام الديمقراطي منذ نشأته قبل الميلاد في بلاد الإغريق ولا يزال يوجد في عصرنا الحالي الكثير من الأحزاب السياسة القومية الأوروبية المتشددة التي تتخذ من الرجعية الفكرية والسياسية والمحافظة الأخلاقية المتشددة والقومية والعنصرية البغضاء مناهج وستراتيجيات وسلوكيات مفضلة يتخذها الديماغوجيون والمتطرفون القوميون أداة للتعامل مع الآخرين, و»الرجعية السياسية« في أغلب تجلياتها ظاهرة سلبية جدا ومدمرة للعمل السياسي الايجابي إذ أنها إضافة إلى إعاقتها التقدم والتطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والثقافي في المجتمع الإنساني فهي أيضاً ذات أثر مدمر على مسيرة التطور السياسي في أي دولة تحاول أن تطبق النظام الديمقراطي, فالرجعية السياسية لا تحاول فقط »إبقاء الوضع كما هو عليه« من دون تغيير يذكر ولكنها أيضاً ستُرجع الزمن عشرات إذا لم يكن مئات السنين إلى الوراء إذا تمكنت من فعل ذلك لتصل بالعمل السياسي إلى مرحلة سابقة عندما كانت »النخبوية السياسية« فقط أساساً لأي نوع من الممارسات السياسية »المشروعة« والمقرر الوحيد لمصائر الشعوب والأمم. مصيبة »الديمقراطية في الشرق الأوسط« هي أن النشاط السياسي التاريخي في الإقليم لا يزال يعتمد بشكل شبه كامل على الرجعية السياسية ولهذا ستندثر الممارسة الديمقراطية الحقيقية في الشرق الأوسط قبل أن تبدأ أن تثمر, وعندما تشيع الرجعية السياسية في أي مجتمع إنساني سيبرز مثلاً الديماغوجيون اللاعبون الأذكياء بمشاعر العامة من بسطاء الناس ويشيع كذلك نهج سياسي »عبثي« يخلط الحابل بالنابل بل ومن إشارات الرجعية السياسية انحدار مستوى النقاش السياسي »الديمقراطي« إلى ما يشابه التلاسن الطفولي غير البريء من دون أن يستند ذلك النقاش ولو بعض الشيء على العقلانية و لن يكون من الضرورة توفر الأدلة الموثقة لتسند أي نوع من المواقف السياسية. ولكن كيف يمكن لنا محاربة هذا النوع من السرطان السياسي والذي سيقود لا محالة إلى القضاء على فرص التطور الديمقراطي والسياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي في الشرق الأوسط? الحل لهذه المعضلة الأزلية في الشرق الأوسط سيتركز في زيادة ثقة »الفرد العادي« بنفسه وتوسيع إدراكه وزيادة معلوماته لكي يفهم بشكل أكبر دوره الحيوي في العملية الديمقراطية وأن يسعى بشكل متواصل لتوعية وتثقيف نفسه سياسيا وأن يحرص كذلك على القيام بواجباته ومسؤولياته المجتمعية على أكمل وجه ممكن.
السياسه

تعليقات

اكتب تعليقك