طارق بورسلي يدعو إلى إنشاء متحف إلكتروني لتعريف الأجيال الجديدة بالغزو

زاوية الكتاب

كتب 395 مشاهدات 0

طارق بورسلي

الأنباء

متحف إلكتروني للغزو والجيل الجديد

طارق بورسلي

 

لا يمكن ان تسأل كويتيا: ما أسوأ ذكرى مرت بتاريخ البلاد؟!، إلا حتما سيقول لك وبلا تردد: الغزو الصدامي!

هنا لابد أن أحدد الفئة العمرية التي ستجيبك بهذه الإجابة وهي مواليد ما قبل 1980، اما من جاء من بعدهم مواليد 1985 فما فوق فلا يكادون يتذكرون عن الغزو الصدامي سوى ما ورد اليهم من الكتب الدراسية وبعض التقارير التلفزيونية والصحافية الموسمية التي تبث في مثل هذا الوقت من العام، عدا ذلك لا يذكرونه ولا يعرفون عنه اي شيء سوى ما هو موجود في الذاكرة الأرشيفية الصحافية او الكتب او التقارير التلفزيونية، فلا يعرفون حقيقة حجم الكارثة التي مرت بالبلاد في الثاني من اغسطس عام 90، ولا كيف اختفى بلدهم من خارطة العالم، ولا كيف شرد شعب بأكمله وأسر وقتل وعذب ونكل به.

نعم الجيل الجديد ولنقل تحديدا من مواليد 1990 فما فوق لا يتذكرون عن كارثة الغزو سوى ما قرأوه او درسوه او من حكايات من هم اكبر منهم ممن عاصر الاحتلال وعايش مرارته ومرارة الحرب التالية التي أدت بفضل الله الى تحرير البلاد.

نعم لا يذكرون كيف ملأت دبابات الجيش الصدامي وجنوده البلاد ونشروا الرعب، كيف استقبل الكويتيون صبيحة اليوم الأسود بأصوات الرصاص وتضارب المعلومات وانتشار الإشاعات، كيف استقبل كثير من الكويتيين الرصاص في صدورهم ليسقطوا شهداء على ارض بلدهم، والذي كان في الأمس ارض الأمن والأمان والطمأنينة.

رصاص وأزيز طائرات وانفجارات وأصوات جنازير دبابات تشق طرق الكويت الرئيسية، والأسرى في اليوم الأول بالمئات والشهداء كذلك.

لا احد للأسف من الجيل الجديد يتذكر طعم الموت وهو يجوب شوارع الكويت في يوم الثاني من اغسطس، ولا احد منهم يتذكر شبح الجوع والفقر والعازة التي سكنت بلادنا طوال اشهر سبعة، ولا الخوف الذي سكن قلوب من كانوا في الداخل او الخارج.

الجيل الجديد - ولا ألومهم - يتحدثون عن الغزو الصدامي كحديثهم عن اي موقعة تاريخية مرت في الكويت كحرب الجهراء مثلا، او كمعركة الرقة، لا احد يعرف عنها شيئا الا ما حوته بُطُون الكتب بأقلام المؤرخين.

اعتقد انه اليوم من المسؤولية بمكان ان تعيد الدولة بناء هذه الذكرى وان تقوم بإنشاء متحف متخصص يضم كامل ما حدث بين الثاني من اغسطس 1990 و26 فبراير 1991، من وثائق وتقارير وصور الصفحات الاولى للصحف العالمية والعربية، وان يكون متحفا متخصصا وموجها للجيل الجديد لتعريفهم بحقيقة وحجم الكارثة، وان يشمل المتحف تطبيقا ذكيا خاصا يمكن لأي شخص تحميله على هاتفه النقال ليضم ايضا متحفا افتراضيا لكل ما يتعلق بكارثة الغزو.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك