المحادثات الأمريكية-الإيرانية ببغداد: بين تجزئة الملفات وجمعها

استؤنفت ببغداد أمس المحادثات بين الوفدين الأمريكي والإيراني بمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وتضاربت الأنباء حول نتائج المحادثات لكن الخفات تركزت على: الأمريكيون يريدون التركيز على قضية واحدة فقط وهي مسألة الأمن والاستقرار في العراق التي ترى أمريكا أن إيران وراء عدم الاستقرار فيه. حيث يلوم الأمريكيون إيران بأنها وراء تهريب الأسلحة والإرهابيين عبر الحدود ودعمها للميليشيات المسلحة -سنة وشيعة- وبأنها تقف وراء العديد من العمليات العسكرية ضد جنودها. الإيرانيون من جانبهم يرون أن بالإمكان التوافق على مسألة التعاون على فرض الأمن والاستقرار في العراق ومد يد العون للأمريكيين في هذا الجانب، شريطة أن تقوم الولايات المتحدة بفتح الملفات الأخرى التي تهم إيران، ومنه: ملفها النووي، وإعطاء ضمانات معلنة بعدم مهاجمة منشآتها النووية، ورفع الحصار الاقتصادي، وملف حزب الله في لبنان والمنطقة، ومدى توافق السياسة الأمريكية مع الطموحات الإيرانية في ترتيبات أمنية مشتركة بمنطقة الخليج. الحكومة العراقية شاركت في المحادثات كمراقبة وكمعنية بمسألة الأمن في بلادها، وبدا عدم حضورها مثل هذه المحادثات تهميشا لدورها في قضية تخص أمنها ورسم استقرار بلادها. ويترك الجانبان الباب مفتوحا لمحادثات مستقبلية بعد مزيد من التطورات ومراهنة على معطيات جديدة قد تستجد لصالح هذا، وتكون في غير صالح وذاك.