لم يبق من « الوطن الأكبر» إلا نشيده الذي ما زلنا نردده بغباء مبالغ فيه.. هكذا يرى صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 498 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- وطني حبيبي الوطن الأصغر

صالح الشايجي

 

في مطلع ستينيات القرن العشرين ذاع بين العرب نشيد «وطني حبيبي الوطن الأكبر» والذي كان يمجد في «الوطن الأكبر» أي الوطن العربي الواحد الذي سيمر على كل قطر من أقطاره قطار الوحدة فيلتحق هذا القطر بالقطار وهكذا حتى آخر محطات القطار.

أما القطر الذي يحق له الالتحاق التلقائي بقطار الوحدة فهو القطر الذي يتحرر أو يستقل من محتله الأجنبي أو مستعمره الأجنبي.

كنا حينذاك مزهوين منتشين بما تعبر عنه كلمات النشيد وكنا نصدقها ونؤمن بها إيمانا لا شك فيه ولا يأتيه الباطل من أي جهة من جهاته.

لا أقول كلنا كان يجمعنا ذلك الإيمان ولكنه السواد الأعظم من عرب ذلك الزمان كانوا مؤمنين بـ «الوطن الأكبر».

كانت فلسطين آنذاك قضية طرية بعد. خديجة لم يكتمل نموها، وكان الزعيم يعدنا بأننا قاب قوسين أو أدنى من أبوابها وأنها قضية وقت ليس إلا وسنجد إسرائيل غارقة في البحر بعدما هدد الزعيم بإلقائها فيه!!

لست في صدد ذم ذلك التاريخ الذي عايشناه ولن أفتح بابا للهجاء، ولكن سأقفز وأعبر الزمن لأقف على أعتاب اليوم، بعدما تكسرت أحلام الأمس. وحل بديلا عنها عكسها.

اتضح الآن أنه لا «وطن أكبر» ولم يبق من ذلك «الأكبر» إلا نشيده الذي ما زلنا نردده بغباء مبالغ فيه.

إذن ما العمل وقد تبدد الحلم ومن رأفة الله بنا كعرب أنه تبدد ؟ العمل الجدي والواقعي والوطني الحقيقي، هو الالتفات إلى الوطن الأصغر، وحب هذا الوطن الأصغر وبناؤه والخوف عليه والإخلاص له ونذر كل ما نملك في سبيله.

للمغربي مغربه وللجزائري جزائره وللتونسي والموريتاني واليمني والكويتي والمصري ولكل عربي وطنه الخاص به.

هذا لا يعني أن نتعادى ونتفارق ويكره بعضنا بعضا، بل العكس من ذلك تماما، نتعاون ونتعاضد ونتبادل ما لدينا، وكل منا ينصرف إلى حقله الخاص يسهر عليه وينميه ويصونه ويخاف عليه.

فلنقل جميعا: «وطني حبيبي الوطن الأصغر» ومتى ما قلنا ذلك وجعلناه شعارا صادقا لنا وآمنا به إيمانا حقيقيــا، فإننــا نكون بدأنا السير على الطريق الصحيح.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك