الشحن الطائفي خطر يهدد أمن الخليج.. ناصر المطيري محذرا
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2016, 12:25 ص 1020 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية-أمن الكيان الخليجي
ناصر المطيري
لم يمر على دولنا الخليجية ومحيطنا الاقليمي أسوأ وأخطر من هذه المرحلة التي نعيشها اليوم حيث تغرق دول الجوار كالعراق وسورية واليمن في بحر الفتن الطائفية وتسبح في دماء الكراهية والتناحر، بالإضافة إلى الأعمال الإرهابية التي تضرب دولنا الخليجية، هذه الأحداث بلاشك لها تداعياتها وآثارها الانتقالية إلى دولنا الخليجية بحكم التقارب الجغرافي والتشابهات الاجتماعية دينيا وعرقياً فنحن أصبحنا هدفا قريبا للإصابة بنيران الفتنة إن لم تكن أصابتنا بالفعل.
وفي ظل هذه الأحداث ومايصاحبها من احداث وممارسات سياسية واجتماعية اقليمية في العراق الدامي، وفي سورية المنكوبة، وما تشهده اليمن من حرب تكتسب بعض الجوانب الطائفية، كل هذا بدأ يخلق حالة اصطفاف اجتماعية تنذر بالخطر وتهدد البنيان الاجتماعي بل تضع الكيانات الخليجية على حافة خطرة لايمكن التنبؤ بمداها.
وأمام هذا الواقع وتلك المعطيات لابد أن تتصدى حكومات دول مجلس التعاون للفتنة التي تتمدد بعد أن أطلت برأسها وهي تزحف كثعبان برأسه السم الفتاك وبدأ ينفث سمومه في المجتمعات الخليجية.. الوعي بهذا الأمر يحملنا في الخليج المسؤولية الوطنية والحتمية للمواجهة الصريحة والشجاعة لكل منابع هذه الفتنة المدمرة التي سوف تعصف بوجودنا لو تجاهلناها أو قللنا من خطرها.
المواجهة تكون بداية بالاعتراف بوجود الشحن الطائفي في مفاصل المجتمعات الخليجية ثم العمل على جبهات تربوية واعلامية لتنقية المشاعر الوطنية من الشوائب والأمراض الطائفية، يجب أن تتضافر الرسالتان التربوية والإعلامية بشكل منهجي مدروس من اجل تعزيز المشاعر الوطنية وتغليبها على الولاءات والمرجعيات الدينية والسياسية..
لاتكفي مجرد التشريعات القانونية لضبط السلوك الاجتماعي واشاعة الحب ونبذ الكراهية في المجتمع، بل لابد من منظومة عمل تقوم على أسس ثقافية واعلامية تغرس قيمة المواطنة وترفع من معاني الولاء الوطني على ماعداها من ولاءات أو انتماءات دينية اوسياسية، كلنا مسلمون نعتز بالدين الحنيف تجمعنا كلمة التوحيد ولابأس ولاضير إن تباينت الاجتهادات الدينية في تفاصيل العبادات ولكن يجب أن تبقى تلك التباينات في حدودها الدينية البحتة ولاتتحول إلى حالة من التصنيف والفرز الطائفي والاجتماعي تنسف البنيان الوطني وتهدم الأمن الاجتماعي.
تعليقات