الطبيعة مدرسة حياة يكتب عبدالعزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 1444 مشاهدات 0


عالم الطبيعة الواسع الشاسع الممتد من أنهار و بحيرات وبحار ومحيطات وجبال ومسطحات وغابات خضراء تمتزج لتشكل لوحة الطبيعة الغناء وفسيفساء بين ألوانه المختلفة ، الطبيعة مدرسة عظيمة تعلمك الدروس والعبر وتحكي المشاعر الإنسانية ، فالسحاب يحمل الخير ويظل حرارة الشمس عن الجميع وإذا قربت منه فهو خفيف وفوق كل هذا منظره جميل ، ويحمل الخير والبشائر ، كن كالشجر عن الأحقاد مرتفعا يرميه الناس بالحجر ويرميهم بالثمر كريما سخيا معطاء ، والرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام شبه المؤمن المسلم بالنخلة لأنها سيدة النباتات من الناحية العلمية والعقائدية والشكلية والمؤمن سيد المخلوقات البشرية من الناحية العلمية والاجتماعية والتشابه بين النخلة والمؤمن ، ثبات الأصل سمو الفرع ، النفع الدائم ، مقابلة السيئة بالحسنة ، يؤكل ثمرها كل حين ، والنخلة لا يتساقط ورقها حلوة الطعم ، من أشجار الجنة من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة .

كن كالجبال الراسيات شامخة واقفة رغم الصعاب والمصائب والمحن ورغم الرياح العاتية ولكن تقوي إرادتك وعزيمتك وقوتك لتخرجك من كهف الحزن ، ويملئ قلبك باليقين بأن ما يصيب الإنسان ما هو إلا مقدر ومكتوب والإيمان بالقدر خيره وشره ، ليكون قلبك دائما عامر بالثقة واليقين بالله جل وعلا ، كن كالنهر بما فيه من أسرار وكنوز لا كالمستنقع بما فيه من جيف وأحجار ، ولا تجعل قلبك مثل النهر يتسرب منه من يشاء ، أجعل قلبك من البحر لا يشرب منه إلا الغارق فيه .

كن كالمطر إذا أقبل استبشر الناس وإن حط نفعهم وإذا رحل ترك الأثر النافع ، وإذا غاب أشتاقوا إليه ، كن كالنجم ينظر له بالأعلى وفي غاية الجمال بشموخه وعزته ويبث الروح والنور للجميع ، الشمس تعلمنا الحياة لتشرق بعد الظلمة الأمل ، الليل يعلمنا السكينة والهدوء والراحة ويعلمنا الليل أن يكون ساتر .

الطبيعة مدرسة متقلبة بفصولها وبأيامها بين الليل والنهار ، الحزن و الفرح ، الألم و الأمل ، وتعلمنا من تضاريسها وتنوع في  المشاعر المختلفة في مواجهة الحياة وأيضا تكون بلسم للجروح .

 

الآن - عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك