علي الحويل يطالب بالبدء في مشاريع تنموية كبرى لمعالجة الركود الإقتصادي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 3, 2016, 12:30 ص 574 مشاهدات 0
الأنباء
الزاوية- التنمية هي الحل
د. علي الحويل
عندما تتعرض الدول لحالات ركود اقتصادي او حتى تهديد بها فإنها تلجأ إلى مشاريعها الإنمائية المهمة فتشرع بتنفيذها لتحرك الاقتصاد المحلي الراكد ولتخلق فرص عمل جديدة ومستدامة، وخير مثال على ذلك ما قامت به الولايات المتحدة إبان الركود الاقتصادي العظيم الذي منيت به في عشرينيات القرن الماضي وما شبكات الطرق السريعة الأطول في العالم والجسور الاعجازية هندسيا كالجولدن جيت وشبكة السكك الحديدية العملاقة الا مثال على هذه المنجزات.
الكويت للأسف لم تتعاف بعد من صدمة هبوط أسعار النفط بالرغم من كونها شريكا في فرضها على المنطقة والعالم فلا تزال عاجزة عن ايجاد صيغة تصحيحية للاقتصاد دون مواجهة شعبية او مخالفة للدستور وقد زادت تدخلات المتنفذين بالضغط عليها وتوجيهها لخدمة مصالحهم ضد الرغبة الشعبية، فبدأت بمشاريع صغيرة تعتمد على إرهاق المواطن من الطبقتين الوسطى والأدنى مثل رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية ورفع سعر المحروقات! وأغفلت العمل الاستراتيجي كأن تبدأ بخلق رديف لدخل مبيعات النفط بالشروع في الصناعات النفطية وبالبدء بالمشاريع التنموية العملاقة التي تحرك الاقتصاد المتجه للركود وتخلق فرص عمل جديدة للمواطنين فضلا عن بدء الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة للاستخدام المحلي بدلا من استنزاف النفط المفترض تصديره.
التعداد السكاني الأخير في الكويت يشير لظاهرة غريبة وخطيرة فإجمالي السكان 4 ملايين نسمة تقريبا منهم قرابة المليون كويتي و3 ملايين اجنبي، من هؤلاء نصف مليون او اقل يشغلون وظائف تحتاجها الدولة و2.5 مليون عمالة هامشية تستهلك خدمات البلاد دون حاجة حقيقة لها! وهم يشكلون عبئا على الأمن والاستقرار فضلا عن استنزاف الخدمات الصحية والطرق والكهرباء والمياه الى آخر هذه الخدمات المكلفة والمرهقة لميزانية الدولة.
ان البدء بالمشاريع التنموية الكبري سيعمل على تشغيل احتياج البلاد من هذه العمالة ويسمح بكشف وترحيل السائبة منها كما انه سيعفي الحكومة من المواجهة مع الأمة.
فوجئنا بتصريح للسيدة وزيرة الشؤون ووزيرة التخطيط أطاحت به باثنين هما اهم مشاريع التنمية على الاطلاق وهما مشروعا مترو الانفاق والسكك الحديدية وكلاهما يشكل جزءا من الأمن القومي فضلا عن الحاجة الماسة له، ففي بلد شديد الازدحام المروري طيلة اليوم وتبلغ درجة الحرارة فيه 40 ـ 50 درجة مئوية على امتداد ستة أشهر في السنة يصبح مترو الانفاق ضرورة لا رفاهية اما خطوط السكة الحديد فهي جزء مهم من الأمن القومي.
قالت السيدة وزيرة التخطيط ان كلفة المشروعين تبلغ 6 مليارات دينار وان الدولة لا تملك الخبرات القادرة على التنفيذ! من المؤكد ان هذا رقم مبالغ فيه فقياسا على دول الخليج لن تتجاور التكلفة ربع هذا المبلغ، اما الخبرات فهي دون شك موجودة في الاكاديميين ورجال الاقتصاد والمهندسين الكويتيين وبيوتات الخبرة المحلية ويمكن تشكيل لجان حكومية وشعبية مشتركة لوضع استراتيجية تنفيذ المشروعين وعلاج تكاليفهما.
أعتقد أنه على السيدة الوزيرة اعلان الأسس التي اعتمدت عليها في اتخاذ قرارها وعلى الدولة مراجعة هذا الأمر.
تعليقات