هناك مشاريع عالمية وصهيونية لتفتيت دولنا على أسس طائفية وعرقية ودينية.. يحذر وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 347 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة- الهُوية الوطنية... والخليجية

وليد الرجيب

 

تُقيم الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحديداً اللجنة الثقافية في الأمانة العامة ندوة فكرية بعنوان: «تعزيز الهُوية الوطنية الخليجية» في الفترة من 19 – 21 سبتمبر الجاري.

وتبدو من عنوان الندوة إشكالية دقة المصطلح، ما يعني أن ذلك سينسحب على محاور الندوة أيضاً، فعنوان الندوة يحدد محاورها واتجاهات الأبحاث أو الدراسات أو الأوراق المقدمة، فلا يجب على سبيل المثال أن يكون العنوان فضفاضاً، أو أن يكون هناك مصطلحات أو مفاهيم غير علمية أو غير دقيقة.

فلا توجد هُوية وطنية خليجية واحدة، بل هُويات وطنية، وبالتأكيد هناك هُوية خليجية مشتركة، لكن من غير الصحيح أن نطلق عليها وطنية، فالوطنية تخص الوطن الواحد، بينما الخليج إقليم يضم دولاً وليس دولة واحدة، إلا إن كان القصد معنوياً.

مثل المصطلح الخطأ الذي ساد أيام المد القومي وهو «الوطن العربي»، وهو تعبير معنوي للوحدة العربية الاندماجية المأمولة من القوى السياسية والجماهير ذات الحس القومي، فالدول العربية لم تستطع أن تحقق الوحدة، بل لم تستطع دولتان هما مصر وسورية الاستمرار في الوحدة، لاختلاف المصالح وطموحات القوى الوطنية فيهما، بل لم تستطع الدول العربية تحقيق مشروع السوق العربية المشتركة، فلا يمكن أن تتحول إلى وطن واحد، بسبب اختلاف الأنظمة السياسية، والهُويات الاجتماعية والثقافية، رغم وجود هُوية عربية مشتركة، بل هناك بلدان عربية بأعراق وأديان مختلفة.

وهذا ينطبق على دول الخليج، ذات الأنظمة السياسية المختلفة، والهُويات الاجتماعية والثقافية المتباينة، فلا يمكن دمج بلد بنظام ديموقراطي بآخر بنظام سياسي مختلف، كما تختلف أوضاع المرأة مثلاً من بلد خليجي إلى آخر، وهناك تباين بين الهُويات الثقافية لهذه البلدان في الإقليم الخليجي، بل هناك بلدان سواء عربية أم إقليمية فيها هويات ثقافية واجتماعية متعددة.

بالطبع تواجه دول الخليج تحديات وأخطارا وأعداء مشتركين، كما تواجه بلداننا العربية أعداء وتحديات مشتركة، فجميع الدول العربية مستهدفة في وحدتها الوطنية، وفي مشروعاتها الديموقراطية والحضارية، وفي تنميتها وثرواتها وتقدمها.

فهناك مشاريع عالمية وصهيونية، لفرض الشرق الأوسط الجديد، وتفتيت دولنا على أسس طائفية وعرقية ودينية، واستمرار الهيمنة والتبعية، مما يستلزم يقظة ونهوض شعوب بلدانها، من أجل بناء مشاريع الدولة الحديثة، والتنمية الذاتية المبنية على التعاون والمنفعة المشتركة، التي لا يراد لها أن تتحقق، خدمة للتفوق الإسرائيلي، واستمرار سياسة الاحتلال والاستيطان والعدوان

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك