هوية خليجية أم هويات وطنية؟!.. يتسائل ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 493 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية-هوية خليجية أم هويات وطنية؟!    

ناصر المطيري

 

مؤتمر تعزير الهوية الخليجية المنعقد في البلاد خلال اليومين الماضيين ومن خلال ماهو مطروح فيه من أوراق وحوارات وجدت أن الطابع التنظيري غير الواقعي هو الغالب عليه بحيث لا تتجاوز الطروحات مستويات المثالية في الطموح الشعبي والاجتماعي والأمنيات في تعزيز ما أطلقت عليه اسم الهوية الخليجية.

فهل فعلا وواقعا هناك هوية خليجية يمكن أن تكون مرجعية موحدة لدول مجلس التعاون الخليجي أم هي هويات وطنية متباينة اجتماعية وربما متعارضة سياسياً؟

لو دققنا النظر نعتقد أن مفهوم «الثقافة الخليجية» هو التعبير الأدق من مفهوم الهوية الخليجية حيث وجود إرث لغوي، عقائدي، عرقي، ثقافي، وتاريخي يجمع شعوب المنطقة الخليجية والأنظمة الحاكمة وأَسّس لبنة قوية لقيام ثقافة شعبية مشتركة تعرف بـ «الثقافة الخليجية»، وإن التجارب التاريخية المتفاوتة (الثقافية، السياسية، والفكرية) بين مجتمعات دول الخليج أفرزت بنيات ثقافية وطنية تتميز بالخصوصية في كل دولة من دول الخليج وهذا دليل على أن طرح مفهوم الهوية الخليجية لايعدو أن يكون طرحا نظريا لا يلامس الواقع.

ولو نظرنا إلى تطلعات الشعوب الخليجية في التعاون والوحدة نجد أن واقع الصراعات والخلافات السياسية وتباين المصالح والتحالفات لكل دولة خليجية لا يعكسان تلك التطلعات الشعبية .

كما أن الواقع الاقتصادي الحالي المتفاوت بين دول الخليج وشعوبها وتفاوت الدعم الحكومي في أنظمة الرعاية والضمان الاجتماعي أديا الى تفاوت طبقي حاد بين مواطني دول الخليج العربي وحتى داخل الدولة الواحدة.

ولاننسى العوامل الطائفية والفئوية التي استشرت في الآونة الأخيرة وشكلت حواجز عالية بين مواطني الدولة الواحدة في مجلس التعاون ناهيك عن الحروب الاقليمية المحيطة التي تحمل البعد الطائفي والتي تنسحب آثارها السلبية على مشاعر ووحدة دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي .

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك