عن المسيحيين في الكويت .. يتحدث عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب سبتمبر 21, 2016, 12:49 ص 600 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- «المسيحيون في الكويت»
عبد المحسن جمال
التسامح الديني سمة من سمات اهل الكويت منذ القدم، عاشه الاجداد والاباء منذ تأسيس الكويت الى عصرنا الحاضر.
فالكويتيون بعيدون عن التعصب الاعمى، ويحاربون من يسعى الى شق الصف الوطني، الذي سرعان ما يجد نفسه منبوذاً بلا معين.
ومن يدرس تاريخ الكويت يجده حافلاً بهذا التسامح المطلوب دينياً، والمرغوب وطنياً.
ولقد تناول الزميل حمزة عليان جانباً من هذا التعايش السلمي لاهل الكويت حين اختار في كتابه الموسوم «المسيحيون في الكويت»، دورهم في خدمة البلاد وتطورها وبناء الكنائس العديدة في مختلف مناطق الكويت لتسهيل ممارسة المسيحيين بمختلف مذاهبهم وتنوع كنائسهم اداء فروض عبادتهم بامن وسلام وامان.
يعتبر الكتاب المكون من عشرة فصول، دراسة علمية معززة بالوثائق والمقابلات الشخصية منذ ما قبل نشأة الكويت الى اليوم الحاضر، مروراً بمجيء الارساليات المسيحية العربية والاجنبية والعلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان وتجنيس العديد من الاخوة المسيحيين وعطائهم المتواصل للكويت بلدهم الذي احبوه وولدوا فيه، وتسلموا اعلى المناصب في خدمته.
الجهد الكبير والبحث العميق يشعر بهما قارئ الكتاب منذ بدايته الى نهايته. وهو بحق يعتبر وثيقة نفيسة لمن يريد معرفة التلاحم الوطني والتسامح الديني بين الكويتيين بمختلف اديانهم ومشاربهم، حيث ان هذه الدراسة القيّمة تعتبر تسجيلاً لهذا النموذج الرائع، وتوثيقاً تاريخياً لذلك من خلال شهادة المواطنين والمقيمين من الاخوة المسيحيين.
ويعتبر كذلك تسجيلاً لتطور الخدمات الطبية في البلاد التي ساهم فيها المسيحيون مساهمة فذة.
ولقد عبر المؤلف عن كل ذلك بقوله: «قبل الاستقلال وبعده، بقي التواجد المسيحي في الحياة العامة ينساب في ثنايا المجتمع والدولة والمؤسسات الخاصة ويسير بشكل طبيعي ولا يزال، ويتم النظر الى هذا الحضور بشيء من الخصوصية والثقة والتقدير».
الكتاب ثري بالمعلومات والآراء والتحليلات القيمة.
أنصح بقراءته كل محب لوطنه وتعايشه السلمي، وكل محب لحرية الكلمة والمعتقد، وكل من يعتبر الكويت بلد الديموقراطية والسلام والانسانية قولاً وفعلا.
وشكرا لاستاذنا الفاضل حمزة عليان، الذي سلط الضوء من خلال كتابه هذا على جانب جميل من تاريخنا الكويتي الحافل بالروائع.
تعليقات