الكولومبيون يرفضون اتفاق السلام التاريخي

عربي و دولي

1427 مشاهدات 0


ألحق الكولومبيون الأحد هزيمة كبرى مفاجئة بحكومتهم حين صوتوا بغالبية ضيقة لصالح رفض اتفاق السلام التاريخي مع متمردي حركة القوات المسلحة الثورية (فارك).

وتحدى الناخبون المستاؤون من أعمال فارك الدموية محاولة حكومتهم انهاء النزاع الذي بدأ قبل 52 عاماً، ورفضوا الاتفاق خلافاً لتوقعات استطلاعات الرأي، فيما أكد الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس أنه سيواصل العمل من أجل السلام.

وهذه النتيجة تعتبر قفزة إلى المجهول بالنسبة لمستقبل كولومبيا، فقد أمضى الطرفان أربع سنوات يتفاوضان على اتفاق ثم عرضاه على المصادقة في استفتاء، لكن بدون إعداد خطة بديلة.

وفاز معسكر الرافضين بنحو 54 ألف صوت ما أدى إلى تقدمهم بأقل من نصف نقطة كما أعلنت السلطات الانتخابية.

وأقر الرئيس الكولومبي بالهزيمة في الاستفتاء قائلاً في خطاب ملتفز «لن أستسلم وسأواصل السعي إلى السلام».

وأضاف «لقد استدعيتكم لتقرروا ما إذا كنتم ستدعمون أم لا ما قد اتفقنا عليه من أجل انهاء النزاع مع فارك، والغالبية قالت لا».

وأشار إلى أن «الوقف النهائي لإطلاق النار والأعمال الحربية من الجانبين سيبقى قائماً وسارياً» كما كان معمولاً به منذ دخوله حيز التنفيذ في 29 أغسطس.

وتابع سانتوس أنه سيستدعي الأثنين «جميع القوى السياسية، خصوصاً تلك التي اختارت الـ«لا»، من أجل الاستماع إليها وفتح آفاق للحوار واتخاذ قرار بالطريق الذي سنتبعه».

بدوره، وعد زعيم فارك رودريغو لوندونو المعروف باسم «تيموشنكو» خيمينيز بمواصلة جهود السلام، وقال أن وقف إطلاق النار لا يزال سارياً.

وأضاف في خطاب ألقاه في هافانا حيث تم التفاوض على الاتفاق أن «فارك تأسف بشدة لأن القوة المدمرة لهؤلاء الذين يملأ الحقد قلوبهم قد أثرت على رأي الشعب الكولومبي».

وتابع «بإمكان شعب كولومبيا الذي يحلم بالسلام أن يعتمد علينا، السلام سينتصر».

 

ضربة

 

كان مؤيدو الاتفاق يأملون في أن ينهي فعلياً ما يعتبر اخر نزاع مسلح كبير في أميركا اللاتينية.

لكن تصويت الأحد وجه ضربة قوية لسانتوس وللاتفاق الذي وقعه مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا.

وقارن المعلقون هذه النكسة بالنتيجة المفاجئة التي أحدثها قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي.

وصوّت الكولومبيون بنسبة 50,21 بالمئة لصالح رفض الاتفاق مقابل 49,78 بالمئة، بحسب النتائج التي نشرت الكترونياً بعد فرز أكثر من 99,9 بالمئة من الأصوات، وكانت نسبة المشاركة متدنية وبلغت نحو 37%.

 

وكانت السلطات أعلنت سابقاً أن الأمطار الغزيرة أثرت على خروج بعض الناخبين للتصويت مع مرور الإعصار ماثيو فوق الكاريبي.

وسبق أن قال بعض ضحايا المتمردين أنهم يدعمون الاتفاق لكن استطلاعات الرأي يبدو أنها لم تحتسب بشكل جيد رغبة الكولومبيين في معاقبة فارك.

وعبر معارضو الاتفاق عن غضبهم من التنازلات التي قدمت للمجموعة المسلحة وبينها العفو عن بعض أعضاء فارك الذين لم يرتكبوا جرائم كبرى مثل مجازر أو تعذيب أو اغتصاب.

وقال خوسيه غوميز وهو متقاعد في السبعين من العمر وصوّت بـ «لا» في الاستفتاء «من السخافة مكافأة هؤلاء المجرمين ومهربي المخدرات والقتلة الذين أدخلوا البلاد في كارثة في السنوات الخمسين الماضية».

من جهتها، احتفلت مونيكا غونزاليس (36 عاماً) بالنتيجة في شمال بوغوتا ليل الأحد قائلة أن فارك قتلت جدتها في 2011 وخطفت عدداً من أقربائها.

وأضافت «أؤيد اعطاء فرصة ثانية، لكنني لست مع الافلات من العقاب».

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك