وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار ثقافة التجريح والتخوين .. برأي طارق الدرباس
زاوية الكتابكتب أكتوبر 11, 2016, 12:32 ص 439 مشاهدات 0
الأنباء
هندس- انتقاد أم تجريح؟
طارق الدرباس
الإشاعات في وقتنا الحالي سريعة الانتشار، وسهلة الابتكار. ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت ظاهرة مخيفة وخطيرة في المجتمع الكويتي وهي ثقافة التجريح والتخوين والتشبيح.
فتجد الكثير من الناس يلجأون إلى التجريح نتيجة اختلافهم معك في رأي أو فكرة قد طرحتها. ومع الأسف تجد الكثير يتساهلون في السبّ والتجريح واللعن، متناسين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء). وكذلك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
فلنحذر كل الحذر قبل الهجوم، ولنركز نقاشنا وانتقادنا على الأفكار والمشاريع لا الأشخاص أنفسهم. فالقفز على الشخص لا الفكرة دليل سطحية وضحالة التفكير.
هناك فرق كبير بين ثقافة الانتقاد وثقافة التجريح والتخوين، فالانتقاد يكون للفكرة أو العمل الذي تم القيام به، أما التجريح فهو القدح في الشخص ذاته دون الفكرة.
ففي البيت الواحد تجد الاختلاف بين الزوج والزوجة، الأخ وأخيه. فالاختلاف هو الصفة الطبيعية في الحياة البشرية، نتيجة لتنوع الشخصيات، وطريقة التفكير وقد تكون نتيجة لاختلاف البيئات والثقافات والميول أيضا، فلنرتق في تواصلنا وطرح أفكارنا وآرائنا وانتقاداتنا دون اللجوء إلى التجريح والتخوين وبثّ الإشاعات المتعلقة بسمعة الآخرين وغيرها.
ننتقد الفكرة لتطويرها، ننتقد السلوك لتقويمه، لكن نبتعد عن التجريح الشخصي، نبتعد عن الحديث في ذمم الناس، ويجب ألا ننسى بأن الدنيا دوارة، قد يكون اليوم لك، ولكن حق المظلوم عند الله لا يضيع، وقد تدور الدوائر عليك، فلنتعامل بأخلاق عالية، ولنرتق في اختلافاتنا وحواراتنا، ولنفرق بين الانتقاد والتجريح.
تعليقات