هنيئا لأبناء فلاح الصواغ بميراث العزة والشرف ..يكتب داهم القحطاني

زاوية الكتاب

كتب 1875 مشاهدات 0


ونحن نتابع نتائج الانتخابات البرلمانية العام 2009 لمعرفة عدد النواب الإصلاحيين برز اسم فلاح الصواغ عضوا منتخبا عن الدائرة الخامسة فدار نقاش سريع حول توجهاته قبل أن نصل إلى نتيجة مفادها أنه سيكون نائبا إصلاحيا بحكم انتماءه للحركة الدستورية ولكن مع توقعات بأنه لن يكون مؤثرا بشكل كبير بحكم ظروف الدائرة الانتخابية .

فلاح الصواغ في مسيرته السياسية والبرلمانية لم يكن فقط نائبا إصلاحيا كما توقعنا بل تجاوز توقعاتنا فكان من قادة العمل السياسي والميداني في مرحلة من أهم مراحل العمل السياسي في تاريخ الكويت فكان ذلك درسا لنا بألا نستعجل في الحكم على السياسيين قبل أن نرى أداءهم على أرض الواقع .

الصراع السياسي في حقبة فلاح الصواغ النيابية تميز بالمتغيرات السريعة والأحداث الكبرى على المستويين المحلي والخارجي فالتجمعات والمسيرات أصبحت تحفل بالعنف من قبل الشرطة فكان ضرب النواب في ديوان الحربش في منطقة الصليبخات وكان الصواغ أحد من تعرض للضرب , وكانت حادثة دخول مبنى مجلس الأمة تفاديا للاصطدام مع الشرطة ورفضا لتنامي الفساد بين أعضاء هذا المجلس وكان الصواغ أحد النواب الذين دخلوا المجلس وتعرضوا فيما بعد لمحاكمة طويلة لا تزال مستمرة .

أنه الثبات على المبدأ والموقف بالقول والفعل رغم كل حملات التخوين والشيطنة التي قادتها مؤسسة الفساد بسياسييها وبوسائل إعلامها فكان ذلك درسا قدمه فلاح الصواغ وزملاءه من الشباب الوطني والنواب الإصلاحيين بأن السياسيين في الكويت ليسوا مجرد سياسيي ندوات وشعارات .

فلاح الصواغ الذي آلمه كثيرا محاكمته بتهمة المس بالذات الأميرية لمجرد أنه يسعى للإصلاح قال حينها ' لو سجنت لسنوات فلن أخذل الشعب الكويتي ولن أخون الأمانة ' في إشارة إلى القضية سياسية وليست جنائية .

اشتهر فلاح الصواغ في حياته كشخص عادي وكسياسي بدماثة الخلق وحسن المعشر والابتسامة الدائمة فلم يفجر في خصومة مع أحد لهذا وجدنا أن الكويت كلها شاركت في رثاءه بما في ذلك خصومه السياسيين .

قابلته مرارا وفي كل مرة كنت أتساءل عن سر هذه المحبة التي أشعر بها تجاهه أهو الصدق الذي نلحظه في نبرات صوته ؟ أم الحرقة في الحديث على أوضاع البلد ؟ أم العفوية والتي لا تجعلك تشك ولو للحظة أنك أمام إنسان لا تعني له المناصب والنفوذ شيئا سوى أنها مجرد غاية للإصلاح والدفاع عن حقوق الناس .

فيما سيرث البعض من أبناء السياسيين الفاسدين الأموال المحرمة والسمعة المشينة سيفتخر أبناء فلاح الصواغ بأنهم ورثوا من هذا الرجل الصالح العزة والشرف والسمعة الحسنة والحب الذي لا يقدر بثمن من قبل الشعب الكويتي فهنيئا لهم بهكذا ميراث .

رحمك الله يا بو سعود .

الآن - داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك