نظرية المؤامرة صناعة عربية بإمتياز.. هكذا يرى عدنان فرزات

زاوية الكتاب

كتب 591 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

صناعات عربية تغزو الغرب

عدنان فرزات

 

استطعنا نحن العرب أن ننقل ثقافتنا ببراعة إلى الغرب على مرحلتين، الأولى قبل قرون حين نقلنا علومنا وحضارتنا، والثانية في العصر الحديث، حيث تمكنا من إصابة الغرب بعدوى ثقافتنا الجديدة المتمثلة في نظريات المؤامرة والشجب والاستنكار والقلق، وهذه الأخيرة أصابت تحديداً بان كي مون، الذي يقلق في اليوم عدة مرات عما يحدث في البلاد العربية.

ولأن كتب التاريخ تحدثت كثيراً عن نقل ثقافة العرب القديمة إلى الغرب، فإن من الفخر أيضاً أن نتحدث اليوم عن نقل الثقافة الجديدة، وأولها نظرية المؤامرة، فمن المعروف أن العرب لا يصدّقون الأحداث الكبيرة بسهولة، وينسبونها للمؤامرة فوراً، بينما بإمكانهم تصديق قارئة فنجان تجعلهم لا يخرجون من بيوتهم أسبوعاً كاملاً فيما لو أخبرتهم بأنهم سيتعرضون إلى مصيبة.

نظرية المؤامرة التي هي صناعة عربية بامتياز تضاف إلى فخر صناعتنا الأخرى مثل «النباطة» التي تستخدم لاصطياد العصافير، وأنواع العصير الفريش في بعض المحال الذي يطلقون عليه أسماء مثل: «عوار قلب» و«المدمر»، وغيرها من كاسات العصير غريبة الشكل التي يبدو بعضها مجسماً لمركبة فضائية.

أقول إن نظرية المؤامر تم تصديرها عربياً إلى الغرب بامتياز، لدرجة أن بعض الناشطين هناك فتحوا صفحة ويكيبيديا خاصة بنظريات المؤامرة، ومن يقرأ هذه الصفحة يعتقد أنه أمام المذيع الذي كان يذيع نشرات الأخبار في نكسة عام 1967 التي أسقط فيها من موقعه في الاستديو عشرات الطائرات الإسرائيلية بكل ارتياح.

وكلما حلت ذكرى تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، تظهر مجموعة جديدة من الفرضيات المضحكة، وهذه المرة ظهرت نظرية جديدة ولكنها متأخرة عدة أسابيع عن موعد هذه الذكرى، أو ربما وصلت متأخرة لكوننا كنا مشغولين كثيراً بسرقة مجوهرات كيم كاردشيان في باريس وقليلاً بضحايا الحرب في حلب. وآخر هذه الفرضيات وأحدثها فرضية نشرت لشاب أجنبي يقول من خلالها انه لم تكن هناك طائرات أصلاً دخلت في برجي التجارة العالمي، وأن المسألة مجرد خدعة سينمائية، وشعرت بالشفقة على الجهود التي بذلها هذا الشاب وهو ينشر مقاطع ذات تقنية عالية أنفق فيها وقتاً طويلاً ومالاً وفيراً، في محاولة منه لإقناع الناس بأنه لم تكن هناك طائرات، وبالتالي لم يكن هناك شخص اسمه محمد عطا ولا غيره. وهذه الفرضية لم تنشر على صفحة الويكيبيديا بعد، ولكن من الفرضيات الطريفة على هذه الصفحة، أن أصوات التفجيرات تم تسجيلها من البنايات المقابلة للأبراج!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك